
فضيحة جديدة للدعم السريع : ألغام محرّمة دوليًا في قلب الخرطوم
الخرطوم – النورس نيوز
في تطور خطير يعكس تصعيدًا مقلقًا في الانتهاكات المرتكبة داخل العاصمة السودانية، كشف اللواء خالد حمدان، مدير المركز القومي لمكافحة الألغام، عن اكتشاف ثلاثة حقول لألغام محرمة دوليًا زرعتها المليشيا في محيط غابة السنط ومنطقة المقرن بولاية الخرطوم، وهي مناطق مدنية مكتظة تشكّل رئة خضراء للعاصمة.
وأكد اللواء حمدان في تصريح لوكالة السودان للأنباء أن الألغام التي تم العثور عليها هي من النوع المضاد للأفراد والمصنّف ضمن الأسلحة المحظورة وفقًا لاتفاقية أوتاوا، التي يُعد السودان من أوائل الدول المنضمة إليها، ما يجعل استخدام هذا النوع من الأسلحة داخل المناطق الحضرية بمثابة انتهاك جسيم للقانون الدولي الإنساني.
وأوضح أن فرق العمل الميداني المتخصصة في مكافحة الألغام عثرت على هذه الحقول أثناء عمليات تقييم للتلوث بالألغام في المناطق المحررة، ومنها ولاية الخرطوم. وأضاف أن هذه الألغام مصنّعة من مواد بلاستيكية بكمية معدن ضئيلة للغاية، ما يجعل اكتشافها تحديًا معقدًا يتطلب أجهزة كاشفة متطورة وفرقًا مدرّبة بعناية، نظرًا لحساسيتها العالية وسهولة انفجارها حتى بضغط لا يتجاوز الكيلوغرام الواحد.
وحذر اللواء خالد حمدان المواطنين من الاقتراب من المنطقة المحيطة بغابة السنط، مؤكدًا أن العمل جارٍ الآن على قدم وساق لتطهير المنطقة بشكل كامل، رغم التعقيدات الفنية المرتبطة بنوع الألغام المزروعة، والتي قد تحتاج إلى وقت أطول لضمان تأمينها بشكل كامل.
وأضاف أن ما تم كشفه يمثل إضافة خطيرة لسجل المليشيا في استخدام أدوات القتل العشوائي، مشددًا على أن زراعة ألغام مضادة للأفراد في مناطق مدنية مأهولة يعكس مدى الاستهتار بحياة المواطنين والقوانين الدولية.
ويأتي هذا الاكتشاف في ظل تصاعد القتال في الخرطوم، ووسط تحذيرات من تفخيخ منشآت ومناطق أخرى، في ظل استمرار المليشيا في استغلال المناطق المدنية كساحات حرب، وهو ما يعقّد جهود الحماية ويضاعف معاناة السكان.
ويُتوقع أن تؤدي هذه المعلومات إلى تحرك واسع من الجهات المختصة لتوثيق هذه الانتهاكات وتقديمها للمنظمات الدولية باعتبارها أدلة دامغة على استخدام أسلحة محظورة وسط المدنيين.