
احتجاجات لافتة في حلفا
النورس نيوز _ تسود حالة من الغضب الشعبي في مدينة حلفا الجديدة التابعة لولاية كسلا، عقب اندلاع احتجاجات لافتة على خلفية ما وصفه السكان المحليون بـ”التصرف غير المشروع في الساحات العامة” من قبل جهات حكومية. وخرج عشرات المواطنين في تظاهرات قرب مكتب سجلات الأراضي وهيئة المساحة المدنية، تعبيرًا عن رفضهم لبيع مساحات واسعة من الأراضي شرق سوق المدينة، دون إعلان رسمي أو توضيح لمصير الأموال الناتجة عن تلك الصفقات.
وتسببت موجة الغضب الشعبي في إغلاق عدد من المكاتب الحكومية، وسط تزايد الضغوط الشعبية المطالِبة بتجميد قرارات البيع، وفتح تحقيق شفاف في كيفية التصرف في هذه الممتلكات العامة. المشاركون في الاحتجاجات أشاروا إلى أن ظاهرة بيع الساحات العامة تحولت إلى أزمة حقيقية تهدد النسيج الاجتماعي والاقتصادي، وسط شبهات حول غياب الشفافية وتفشي الفساد الإداري في عمليات التخصيص والبيع.
وأكدت جهات مدنية مناهضة لتلك السياسات أن ما يحدث يمثل تفريطًا خطيرًا في الأملاك العامة، تحت غطاء جني إيرادات سريعة، دون مراعاة للأبعاد المجتمعية والاقتصادية طويلة الأجل. وأوضح المحتجون أن بعض الأراضي التي طُرحت للبيع كانت مخصصة سابقًا لسكك الحديد، وتم تحويلها إلى أراضٍ استثمارية عقب إزالة البنية التحتية الخاصة بها في ظروف لا تزال غامضة.
هذا وقد أدت عمليات البيع المتسارعة إلى انفجار أسعار العقارات في المدينة، حيث تجاوزت قيمة بعض القطع حاجز الـ200 مليون جنيه سوداني، ما فاقم أزمة السكن، وأثر سلبًا على الطبقات الضعيفة التي باتت غير قادرة على تحمّل الكلفة الجديدة.
حلفا الجديدة، التي لطالما عُرفت بكونها منطقة زراعية حيوية ومأوى للنازحين من مناطق النزاع، أصبحت اليوم ساحة لتقاطع المصالح بين متطلبات التنمية وضغوط الأزمات الاقتصادية، ما دفع السكان للمطالبة بإصدار قانون يمنع التصرف في الأصول العامة بدون رقابة قانونية صارمة، ويضمن محاسبة كل من يعبث بثروات المجتمع.