إغلاق الإنترنت يربك الشارع السوداني.. تفاصيل مثيرة تتكشف
الخرطوم – (متابعات)
النورس نيوز _ دخل السودان، صباح اليوم الأحد، في حالة من العزلة الرقمية المؤقتة، بعد أن قررت السلطات حجب خدمات الإنترنت لساعات محدودة يوميًا، تزامنًا مع انطلاق امتحانات الشهادة السودانية المؤجلة للعام 2024، في خطوة تهدف إلى تأمين الامتحانات من أي محاولات غش إلكتروني وضمان انسيابها في أجواء من النزاهة والانضباط، وسط تحديات لوجستية غير مسبوقة فرضتها الأوضاع الأمنية الراهنة.
وأكدت غرفة طوارئ امتحانات الشهادة السودانية، خلال اجتماعها الأخير برئاسة الفريق أول شرطة خالد حسان محي الدين، وبحضور وكيل وزارة التربية والتعليم الدكتور أحمد خليفة، أن جميع الترتيبات قد اكتملت لانطلاق الامتحانات في موعدها داخل السودان وخارجه. وتُعد هذه الامتحانات واحدة من أبرز المحطات التعليمية في البلاد، إذ يتقدم لها هذا العام ما يزيد عن 209,273 طالبًا وطالبة، موزعين على 2082 مركزًا داخليًا، إلى جانب 20 مركزًا خارجيًا في عدد من الدول التي تستضيف الجاليات السودانية.
ويأتي هذا القرار في وقت تشهد فيه البلاد تحديات مركبة على المستوى الأمني والخدمي، ما يجعل تأمين الامتحانات أولوية قصوى للجهات المعنية. ولم تعلن السلطات عن توقيتات الحجب بدقة، ما أثار تساؤلات واسعة في أوساط المواطنين الذين يعتمدون على الإنترنت في أعمالهم اليومية. ومع ذلك، فإن الرأي العام بدا متفهمًا لضرورة هذه الخطوة، خاصة في ظل تزايد المحاولات السابقة لتسريب الامتحانات باستخدام وسائل الاتصال الحديثة.
وقد أشارت مصادر مطلعة إلى أن القرار جاء بعد تقييم شامل للتجارب السابقة، إذ واجهت وزارة التربية والتعليم في السنوات الماضية تحديات متكررة تتعلق بمحاولات تسريب الامتحانات عبر مواقع التواصل الاجتماعي. ويأمل المسؤولون في أن تسهم هذه الإجراءات الاحترازية في تعزيز الثقة في الشهادة السودانية، التي تمثل بوابة العبور إلى مؤسسات التعليم العالي في الداخل والخارج.
وبينما تستمر الامتحانات حتى منتصف يوليو المقبل، دعت الجهات الرسمية جميع المواطنين إلى التعاون والتفهم، كما نبهت إلى أهمية متابعة النشرات الصادرة عن الجهات المختصة للحصول على آخر المستجدات. ومن المتوقع أن تتواصل هذه الإجراءات التقنية طيلة فترة الامتحانات مع مراجعة دورية للأثر التشغيلي للحجب على القطاعات المختلفة.
وفي خضم هذه الأجواء، تظل آمال آلاف الأسر السودانية معلقة على هذا الموسم الحاسم، في انتظار ما ستسفر عنه نتائجه من مستقبل تعليمي لأبنائهم، وسط دعوات بأن تمر الفترة بسلام وأمان رغم التحديات المتزايدة التي تحيط بالمشهد العام في البلاد.
