
أنباء عن توتر ميداني بين إثيوبيا وإريتريا.. هل بدأت المواجهة؟
متابعات _ النورس نيوز _ في تطور دبلوماسي وعسكري ينذر بمخاطر متزايدة على استقرار منطقة القرن الإفريقي، صعّدت إريتريا من لهجتها تجاه إثيوبيا متهمةً إياها باستخدام أدوات الدبلوماسية كغطاء لتحركات عدائية تهدد الأمن الإقليمي. وأصدرت وزارة الإعلام الإريترية بيانًا حاد اللهجة، وجّهت فيه انتقادات مباشرة لحكومة أديس أبابا، معتبرةً أن الأخيرة تسعى لتأليب المجتمع الدولي من خلال ما وصفته بـ”مزاعم مختلقة” حول انتهاكات إريترية مزعومة.
وبحسب البيان الإريتري، فإن إثيوبيا عمدت إلى إرسال رسائل رسمية إلى الأمين العام للأمم المتحدة وعدد من القادة الدوليين تتهم فيها إريتريا بارتكاب تجاوزات حدودية، في خطوة وصفتها أسمرا بأنها تهدف لـ”خداع الرأي العام العالمي”. كما حمّلت السلطات الإريترية حزب “الازدهار” الحاكم في إثيوبيا مسؤولية ما أسمته بـ”التصعيد المستمر”، مشيرةً إلى وجود تهديدات متكررة على مدى العامين الماضيين تتعلق بالسيطرة على الموانئ الإريترية، إما عبر اتفاقيات سياسية أو باستخدام القوة.
الاتهامات الإريترية لم تتوقف عند الجانب الدبلوماسي، بل أشارت إلى ما وصفته بحملة تسلّح إثيوبية نشطة، مدعومة بأعمال تخريبية، وقالت إن بلادها اختارت نهج ضبط النفس رغم ما تعتبره “استفزازات خطيرة” قد تهدد أمنها القومي وسيادتها الوطنية.
وجاء هذا التصعيد بعد أيام من تسريب وثيقة يُعتقد أنها صادرة عن وزارة الخارجية الإثيوبية، تتهم إريتريا بدعم فصائل مسلحة داخل الأراضي الإثيوبية، بالإضافة إلى تنفيذ تحركات حدودية وصفتها بـ”الاستفزازية”. كما طالبت الوثيقة، التي لم يتم التأكد من صحتها، بضرورة تدخل المجتمع الدولي لوقف ما وصفته بـ”التدخلات الإريترية”، مع تأكيد التزام إثيوبيا بخيار السلام والحوار السياسي.
وتسود حالة من الترقب في الأوساط الإقليمية والدولية، مع تزايد المخاوف من تحول هذا التوتر إلى صراع مسلح جديد قد يهدد استقرار منطقة القرن الإفريقي بأكملها، التي تعاني أصلًا من تحديات إنسانية وأمنية متفاقمة في عدد من بؤر النزاع، من بينها السودان والصومال.
وتشير تقارير دبلوماسية إلى أن بعض القوى الكبرى تتابع الوضع عن كثب، في وقت تحاول فيه دول الجوار احتواء التوتر المتصاعد بين الجانبين، تفاديًا لانزلاق جديد في منطقة لم تتعافَ بعد من آثار النزاعات السابقة.
ويخشى مراقبون من أن يؤدي أي تصعيد جديد بين البلدين إلى تعطيل طرق التجارة الإقليمية وزيادة تدفقات اللاجئين في المنطقة، ما يضيف أعباء إضافية على دول مجاورة مثل السودان وجيبوتي والصومال. وبينما تُصر إثيوبيا على موقفها، تؤكد إريتريا أنها لن تقف مكتوفة الأيدي أمام ما تعتبره تهديدًا مباشرًا لأمنها وحدودها.
وفي ظل غياب مؤشرات واضحة على وجود مساعٍ جادة للوساطة، يبقى السؤال مفتوحًا حول ما إذا كانت الأيام القادمة ستشهد تصعيدًا جديدًا قد يعيد المنطقة إلى دائرة الصراع.