
تخرّجوا ولم يعترف بهم أحد.. أزمة صامتة تنفجر بمروي
متابعات _ النورس نيوز _ في أزمة تُلقي بظلال قاتمة على مستقبل المئات من طلاب الطب في السودان، أصدر خريجو كلية الطب بجامعة مروي بيانًا مطوّلًا ووصفوه بـ”تقرير الحقائق”، كشفوا من خلاله عن معاناة استمرت لعامين بسبب عدم اعتماد برنامجهم الأكاديمي من قبل الجهات الرسمية، وهو ما تسبب في تعطيل تسجيلهم لدى المجلس الطبي السوداني، وحرمانهم من ممارسة المهنة رغم حصولهم على إفادات التخرج.
وأشار البيان، الذي حصلت عليه “نبض السودان”، إلى أن الدفعة الأولى من الخريجين كانت قد تخرّجت رسميًا في مارس 2023، تبعتها الدفعة الثانية في ديسمبر 2024، إلا أن غياب خطاب الاعتماد الرسمي لبرنامج “الطب والجراحة” من وزارة التعليم العالي حال دون تسجيل الخريجين لدى المجلس الطبي، وهو الإجراء الضروري لأداء قسم الأطباء والانخراط في التدريب المهني.
ووفقًا لتفاصيل الخط الزمني الوارد في التقرير، فقد تمكن بعض أفراد الدفعة الأولى من أداء القسم بفضل استثناء مؤقت من المجلس الطبي خلال عام 2023، إلا أن الاستثناء انتهى بنهاية العام ذاته، ليُغلق الباب تمامًا أمام خريجي الدفعة الثانية، الذين لم يتمكنوا حتى من أداء القسم، ناهيك عن التسجيل التمهيدي.
وكشف التقرير عن خلل إداري واضح داخل الجامعة، تمثّل في إرسال قوائم غير مكتملة أو خطابات عامة لا تُلبي متطلبات المجلس الطبي، إلى جانب غياب الشفافية مع الطلاب، حيث لم تصدر إدارة الجامعة أي بيانات رسمية توضّح مصير الخريجين أو المراحل التي وصلت إليها إجراءات الاعتماد.
وفي خطاب رسمي صادر في فبراير 2025، اعترفت إدارة الجامعة صراحةً بعدم اعتماد البرنامج حتى تاريخه، مرجعة الأمر إلى الظروف التي فرضتها الحرب وتعقيدات التنقل. غير أن لجنة الخريجين اعتبرت هذا التبرير غير كافٍ، لا سيما أن الكلية أُسست منذ عام 2015، وكان ينبغي أن تحصل على اعتماد واضح ومحدد لبرنامج الطب والجراحة قبل تخريج الطلاب.
وبحسب ما ورد في التقرير، فإن المتضررين من هذه الأزمة ليسوا مجرد أرقام، بل هم أطباء اجتهدوا ودرسوا على مدار سبع سنوات، واجتازوا المتطلبات الأكاديمية بنجاح، لكنهم اليوم عالقون بين إفادات تخرّج بلا قيمة قانونية، ومستقبل مهني مجهول، وغياب لأي رؤية أو خطة واضحة من الجهات المعنية.
وخلص البيان إلى عدة مطالب اعتبرها الخريجون ملحّة وغير قابلة للتأجيل، شملت:
- إصدار خطاب اعتماد رسمي لبرنامج الطب والجراحة من وزارة التعليم العالي فورًا.
- اعتماد القوائم من قبل المجلس الطبي السوداني دون مزيد من التأخير.
- تحميل إدارة الجامعة المسؤولية القانونية والإدارية الكاملة عمّا وصفوه بالتقصير والإضرار المباشر بمستقبل الطلاب.
وأكدت اللجنة في ختام بيانها أن قضية الاعتماد ليست منّة أو تفضّل من أحد، بل حق مكتسب للخريجين الذين أفنوا سنوات شبابهم في سبيل نيل شهادة علمية محترمة، ويجب أن تتكاتف الجهات الرسمية لمعالجة هذا الخلل سريعًا قبل أن يتسبب في تفاقم أزمة الثقة بين الطلاب والجامعات السودانية.
📞 للاستفسار:
أيمن عبدالحفيظ – الأمين العام للجنة الخريجين
📱 0922249593
🔗 رابط صفحة اللجنة على فيسبوك