
خطوة جريئة من البرهان في بورتسودان
متابعات _ النورس نيوز _ في مشهد غير معتاد على الساحة السياسية السودانية، تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي اليوم الثلاثاء صورًا أثارت موجة واسعة من التعليقات، تظهر رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان وهو يجلس بكل بساطة في أحد شوارع مدينة بورتسودان، العاصمة المؤقتة للبلاد، يحتسي القهوة وسط مجموعة من المواطنين. الظهور المفاجئ وغير الرسمي للبرهان تزامن مع جولة تفقدية غير معلنة، عكست رغبة قائد الدولة في إرسال رسائل مباشرة للشارع السوداني، خصوصًا في ظل التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي تثقل كاهل المواطنين في مختلف أنحاء البلاد. ويبدو أن البرهان اختار الظهور في هذا التوقيت والمكان تحديدًا، في ظل حالة ترقب سياسي كبيرة تسبق تشكيل الحكومة الجديدة برئاسة الدكتور كامل إدريس،
وسط تباينات داخل القوى الموقعة على اتفاق جوبا واستقطابات داخلية حادة بين المكونات المدنية والعسكرية. الصور التي انتشرت بسرعة عبر المنصات الرقمية، وثقت لحظات عفوية للبرهان وهو يجلس على كرسي بسيط، في زاوية مظللة من أحد الشوارع الرئيسية ببورتسودان، متحدثًا مع بعض المارة، ومُستمعًا إلى شكاوى عدد من المواطنين الذين التقوه في الموقع، وتركزت معظم أحاديثهم على تدهور الوضع المعيشي، وانقطاع الخدمات الأساسية، وتزايد الضغوط الاقتصادية. واعتبر مراقبون أن الخطوة التي أقدم عليها رئيس مجلس السيادة تحمل دلالات سياسية وشعبية مهمة، من بينها السعي لتأكيد قربه من المواطنين، ورفضه لمظاهر الحماية الرسمية المفرطة،
في وقت تتجه فيه العديد من القيادات إلى الانغلاق وراء جدران المؤسسات الحكومية، وتجنب المواجهة المباشرة مع الشارع الغاضب. كما تأتي هذه الخطوة في ظل محاولات حثيثة من أطراف المرحلة الانتقالية لاستعادة الثقة بين المواطن ومؤسسات الحكم، وتقديم صورة جديدة للمسؤول القريب من نبض الناس، بعيدًا عن الكواليس والمكاتب المغلقة. في المقابل، أثارت الصور موجة من الجدل، بين من رأى فيها دعاية سياسية في توقيت حساس، ومن اعتبرها لفتة رمزية تعبّر عن انفتاح القيادة على الشارع، خصوصًا في ظل حالة الجمود السياسي التي تشهدها الساحة منذ أشهر. ورغم بساطة المظهر والمكان،
إلا أن هذا الظهور لقي تفاعلًا لافتًا على منصات التواصل، وسط حالة من الحنين لدى كثير من السودانيين لرؤية قادتهم وهم يندمجون في تفاصيل الحياة اليومية للمواطن العادي، ما دفع البعض لوصف المشهد بأنه يحمل بُعدًا نفسيًا أكثر من كونه موقفًا سياسيًا تقليديًا. وبغض النظر عن تقييم دوافع الزيارة، فإنها فتحت نقاشًا واسعًا حول أهمية التواصل المباشر بين صناع القرار والمواطنين في ظل أزمات مركبة، وأكدت في الوقت نفسه أن صورًا بسيطة وغير مخططة قد تكون أقوى تأثيرًا من عشرات البيانات الرسمية.