مقالات

أسامه عبد الماجد يكتب: “شلة المزرعة” الجديدة

أسامه عبد الماجد يكتب:

“شلة المزرعة” الجديدة !

 

0 تذكرون المجموعة التي كانت تحيط عبد الله حمدوك (الله لا عادهم في اي صورة او مستوى).. واطلق عليها “شلة المزرعة” وكانوا بمثابة العقل المفكر في الظل بالنسبة له رغم نفيه الامر في مؤتمر صحفي .. تذكرت مجموعة “قعدة” حمدوك بعد مطالعتي خبر بصياغة مرتبكة ولا تخلو من غرض منسوب  لـ “الجزيرة نت”.. حوى ملامح للتشكيل الوزاري المرتقب لحكومة كامل ادريس مع ايراد بعض الاسماء.

0 اجاب الخبر علي سؤال جال في خاطرني منذ نحو اسبوعين او يزيد.. (من يفكر لكامل ادريس؟) ، وهو سؤال صعب بمعايير المستشارين الحقيقيين لأن الاجابة على ذات السؤال لاتزال قائمة حيال الرئيس البرهان رغم رغم وجوده علي سدة الحكم منذ ستة سنوات وشهرين!!.. مع يقيني انن من الطبيعي ان يكون حول كامل مجموعة تعينه.

0 لكن بالمقابل لايعقل ان تكون مجموعة المستشارين او دعونا نقول من يستأنس كامل برأيهم بما فيهم محرر خبر “الجزيرة نت”.. “سمك لبن تمر هندي”.. مجموعة متنافرة وليس بينها قاسم مشترك.. بدليل طريقة التفكير “المهببة” والحالمة لتصورات التوليفة الوزارية مثل فتح كرسي الوزارة للتنافس عبر اعلان وظائف وزراء.

0 وعلمتُ ان “الشلة الجديدة” شرعت في تنفيذ الفكرة الكترونياً قبل ان تتراجع عنها.. ولك ان تتخيل في منصب وزير الخارجية  عندما ورد في الخبر المباهاة ان سفيراً مرشحاً يتحدث ثلاثة لغات وان كامل يتحدث اربعة لغات.. بينما رئيس مثل التركي رجب اردوغان  لا يجيد الا لغة بلده.. ويتحدث بها حتى في اللقاءات الثنائية.. وبالتالي لو طرح منصب وزير الرياضة يفترض ان يكون الحد الادني للمترشح ان يكون “لعب دافوري”.

0 ومن احلام الحكومة الحالمة اطلاق مسمى (حكومة الامل والحكم الرشيد).. والاعلان ان رؤية كامل الجديدة، (كما قالوا) في اختيار الوزراء.. تقوم على الكفاءة والنزاهة والحيادية، وهى مسائل معلومة بالضرورة وربما تكون ذات معايير حكومة القحاتة والدعامة والعلمانيين في نيروبي.. اما وضع شعار لحكومة كامل مثل (التقشف في كل التفاصيل)، هى دغدغة للمشاعر لا اكثر.

0 ان “الشلة” حول كامل تقوده نحو حقل الغام وهو مغمض العينين.. سيما وأنها تفكر بعقلية حكومة تضم قبطي باعتباره ممثلاً للمسيحيين.  بينما مجتمع الاخيرين يضم مكونات ثانية ممتدة في السودان وخاصة بجنوب كردفان.. او كانت تلك الشلة تقوده نحو استعداء الحركات المسلحة.. او بوضع شرط خفي ان لا يكون المرشح منتمياً للنظام السابق او عمل معه.. في حين ان عبد الرحمن الصادق المهدي الذي تردد انه من المقربين من كامل ادريس.. هو من اكثر المنتفعين من النظام السابق.

0 ثم كيف لرجل مثل عبد الرحمن المهدي الاسهام في حل مشاكل السودان وهو عجز تماما عن اتخاذ موقف سياسي شجاع في مواجهة اخوانه واخواته وفي مقدمتهم الجنجويدية ام سلمة.. ان الملاحظ حالة من التخبط في السعي لتشكيل حكومة يقولون من مستقلين وتارة من كفاءات وفي مرة ثالثة عبر التنافس المباشر.

0 يغفل كامل وجود قوى سياسية ناصرت القوات المسلحة وكانت حاضرة في حرب الكرامة.. وتحاول “الشلة” من حوله ابعاده عنها.. ولم تسأل نفسها كيف ستدافع تلك القوى عن حكومته وهى ليست جزءاً منها.. يلف كامل الحبل حول عنقه – او تفعل به “الشلة” ذلك بالاعتقاد الخاطئ والساذج ان حل ازمات السودان بيد اساتذة الجامعات.. بينما الغالبية منهم لاتقوم بتحديث المنهج الذي تدرسه للطلاب منذ سنوات طويلة فكيف بها ان تقدم حلولاً مبتكرة لمشكل البلاد.. وكثير جداً من الجامعات لم يحدث لها تطوير فكيف بهم ان يطوروا نظام الحكم في السودان.. هذا مع تقديري التام لهم.

0 ان المأزق الاكبر الذي وقع فيه كامل او ستوقعه فيه شلته – سيان –  هو احداث وقيعه بينه والاسلاميين.. ليس من جهة اغلاق الباب في وجههم بعدم استيعابهم.. لكن من جانب استصحاب فئات اخرى علي حسابهم.. وليس من العدل ان يفكر كامل  في استيعاب اي فئة على حساب آخري.. مع ان الاسلاميين – لست من انصار اشراكهم – لكن فئة الشباب وتحديداً كتيبة البراء بن مالك تستحق التمثيل في الحكومة.

0  لا ننسى ان اوهام ترسخت بان نجاح كامل يقوم على تقليصه عدد الوزارات.. وهي خطوة معقدة وتحتاج وقت وترتيب مبكر عبر ورش متخصصة واستحضار وتقييم التجارب.. وقد كتبت حول هذا الموضَع في زاوية امس (تعقيدات الهيكلة).. وكما ان كثرة “التنظير” بشان التشكيل الوزاري سيرفع سقف التوقعات.. بينما القاعدة الذهبية تقول ان الحفاظ علي مستوى منخفض من التوقعات هى افضل طريقة للمضي قُدماً.

0 ان الموضوع برمته ليس بالشائك كما يعتقد البعض وبالمقابل ليس بالسهل.. بحيث يمكن تقييم الحكومة السابقة والاستعانة مجدداً ببعض الوجوة التي تستحق الاستمرار وفي مقدمتها وزراء الصحة، الطاقة، الاعلام والري.. والتشاور الهادئ مع شركاء اتفاق حوبا.. والتنسيق مع المكون العسكري وجهاز المخابرات.. مع وضع خارطة ولايات السودان في الاعتبار ولا اقول القبائل.

0 ومهما يكن من امر.. فان النجاح الحقيقي للحكومة المرتقبة  في ادارة كامل نفسه لها.. هل تذكرون الرجل الذي كان كل صباح  “يغطس حجر البلد” وفي ذات الوقت كانوا يلقبونه بـ “المنقذ” ؟.

 

* الأربعاء 18 يونيو 2025

osaamaaa440@gmail.com

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى