
سقوط أحد أبرز قادة قوات حفتر
متابعات _ النورس نيوز _ نفذت القوات الجوية السودانية، خلال الساعات الماضية، عملية عسكرية جوية نوعية استهدفت تجمعات وتحركات تابعة لقوات الدعم السريع مدعومة بعناصر أجنبية من قوات خليفة حفتر، داخل المثلث الحدودي شمال السودان، في واحدة من أعنف الغارات الجوية التي تشهدها المنطقة منذ بدء التصعيد العسكري في الشهور الأخيرة. وأكدت مصادر عسكرية وميدانية متطابقة أن الطيران الحربي السوداني شن غارات دقيقة استهدفت أرتالًا عسكرية ومواقع تمركز جديدة دخلت المثلث الحدودي من الجهة الغربية، حيث حاولت تلك القوات تنفيذ اختراق ميداني والتوغل إلى داخل العمق السوداني من خلال مناطق استراتيجية تشكل أهمية بالغة من الناحية الجغرافية والعسكرية.
وبحسب ذات المصادر، فقد تم رصد التحركات المعادية في وقت مبكر، وهو ما أتاح للقوات الجوية السودانية تنفيذ هجمات استباقية مركزة أسفرت عن تدمير معظم العربات المقاتلة والمدرعات التي كانت تستخدمها تلك المجموعات، إضافة إلى تدمير معدات عسكرية ثقيلة، مما أدى إلى وقوع خسائر بشرية كبيرة في صفوفها، في ضربة وُصفت بالمدمرة لما تبقى من تلك الوحدات المتقدمة. واعتُبر توقيت العملية بالغ الدقة، حيث جاءت في ظل تصاعد محاولات الدعم السريع لاستعادة موطئ قدم في المناطق الحدودية الشمالية، مستفيدة من الدعم العسكري الذي تتلقاه من بعض الجهات الإقليمية.
وفي تطور بارز وذي دلالات عسكرية عميقة، أكدت مصادر مطلعة داخل القيادة العامة للقوات المسلحة السودانية أن العملية الجوية أسفرت عن مقتل القيادي العسكري البارز عبدالحميد طارق، أحد أهم قادة العمليات الميدانية في صفوف قوات خليفة حفتر، والذي كان يقود تحركات عسكرية مشتركة لدعم قوات الدعم السريع في المنطقة. ويُعد طارق من أبرز الضباط الليبيين الذين عُرفوا بصلابتهم وخبرتهم في إدارة العمليات في البيئات الصحراوية الحدودية، ويمثل سقوطه خسارة فادحة للقوة الليبية الحليفة للدعم السريع، خاصة في ظل محاولات مستمرة لإعادة توزيع نفوذها في المثلث الحدودي بين السودان وليبيا وتشاد.
وتأتي هذه التطورات في ظل استمرار الجيش السوداني في تنفيذ استراتيجيته العسكرية الرامية إلى تأمين حدود البلاد الشمالية من أي محاولات تسلل أو إعادة تمركز تنفذها قوات أجنبية أو ميليشيات محلية خارجة عن القانون، مستندًا إلى معلومات استخباراتية دقيقة وتنسيق عالي المستوى بين مختلف وحداته القتالية. وتؤكد المصادر أن العمليات العسكرية في المنطقة مرشحة للتصعيد خلال الأيام المقبلة، خاصة بعد تلقي القيادة السودانية إشارات واضحة عن تحركات معادية تهدف إلى زعزعة الأمن والاستقرار في مناطق ذات أهمية اقتصادية وجغرافية كبيرة، ما قد يفرض على الجيش السوداني مواصلة العمل العسكري بحزم وردع أي اختراقات تمس سيادة البلاد.
العملية التي تم تنفيذها بطيران الجيش السوداني، تعكس جاهزية عالية واستعدادًا متقدمًا للرد على أي تهديدات تمس حدود الدولة أو أمنها القومي، في وقتٍ يتزايد فيه التداخل الإقليمي والدولي في الصراع السوداني، وتتزايد فيه أيضًا المؤشرات على وجود أطراف أجنبية تدفع باتجاه مزيد من التصعيد. ويرى مراقبون أن نجاح هذه العملية قد يشكل نقطة تحول مهمة في مسار العمليات العسكرية بالمنطقة الحدودية، وربما يسهم في إعادة رسم خارطة السيطرة والنفوذ في واحدة من أكثر المناطق سخونةً وتعقيدًا في الجغرافيا السودانية.