
الطريق السري للمرتزقة والطائرات المسيرة
متابعات – النورس نيوز – كشفت شهادات ميدانية أن حكومة شرق ليبيا بقيادة خليفة حفتر، حولت مدينة بنغازي إلى معبر رئيسي لتمرير المرتزقة من روسيا وكولومبيا إلى السودان، للقتال ضمن صفوف مليشيا الدعم السريع، في الوقت الذي يُضيّق فيه الخناق على اللاجئين السودانيين الفارين من جحيم الحرب، بينما يُمنح الأجانب تأشيرات دخول مفتوحة.
وبحسب المعلومات، فإن المرتزقة يتولون تشغيل طائرات مسيرة استراتيجية تُستخدم في ضرب البنية التحتية السودانية، انطلاقاً من مطارات تسيطر عليها قوات حفتر مثل نيالا وأم جرس وسارا.
وأعلنت القوات المسلحة السودانية عن ضبط جوازات سفر أجنبية لعناصر تعمل مع المليشيا في الخرطوم، فيما تمكنت قوات حركات الكفاح المسلح من القبض على مرتزقة كولومبيين قادمين من ليبيا، وضبط طائرة مسيرة مخبأة داخل عربة قتالية على طريق الفاشر – نيالا.
مقاطع فيديو موثقة أظهرت مقتل عدد من المرتزقة في عمق الصحراء، إلى جانب مصادرة معدات فنية متقدمة خاصة بتشغيل الطائرات.
وبالتزامن، وصل دعم عسكري ضخم من حفتر إلى الدعم السريع، شمل عربات قتالية ومعدات، مع إخضاع المجندين لتدريبات داخل مزارع قرب مدينة الكفرة، جنوب ليبيا.
لكن انهيار الروح المعنوية بدا واضحًا، مع فرار عدد متزايد من المقاتلين بسياراتهم نحو مناطق التبو والقرعان في المثلث الحدودي بين ليبيا وتشاد والنيجر، وهو ما دفع عبد الرحيم دقلو إلى التنقل الميداني في محاولة لإعادة السيطرة على قواته المتهاوية، في ظل رفض متزايد من الإدارات الأهلية لتجنيد أبنائها في “حرب لا تخدم الوطن”.
جنوب ليبيا بات نقطة ارتكاز لتجميع وتدريب مقاتلي الدعم السريع، خصوصاً عبر مطار سارا الذي يخضع لسيطرة حفتر، فيما تصاعدت التوترات بين قوات حفتر وقبائل التبو – الحليف السابق للمليشيا – وسط غضب متصاعد في النيجر نتيجة دعم حكومة نيامي لحفتر.
وأثار تكريم صدام حفتر، رئيس أركان قوات حفتر وقائد كتيبة طارق بن زياد، جدلاً واسعًا في النيجر، حيث يُعد من أبرز المنسقين السياسيين والعسكريين لدعم مليشيا الدعم السريع، في ما وُصف بأنه رسالة سياسية تهدف لترسيخ النفوذ الإقليمي للمشروع الليبي-السوداني المشترك.
لكن المؤشرات الحالية تؤكد أن المشروع يترنح، وسط عزلة إقليمية تتسع وتراجع حاد في الحاضنة المحلية والدولية، ما يجعل سقوط هذا التحالف أقرب مما يتوقعه كثيرون.