
متابعات ــ النورس نيوز
شن الجيش السوداني اعتباراً من يوم أمس السبت، سلسلة عمليات عسكرية جديدة ومكثفة طالت جميع جبهات القتال في مناطق دارفور وكردفان والنيل الأبيض بالإضافة إلى محوري جنوب وغرب أم درمان.
وقد أسفرت هذه الهجمات عن تحقيق تقدم ملحوظ تمثل في استعادة السيطرة على عشر قرى ممتدة على طول الحزام الغربي لمدينة الأبيض، كان من أبرزها قريتا “أم صميمة والعيارة”. وتكللت هذه العمليات صباح اليوم بتحرير مدينة الخوي الواقعة في غرب كردفان، مما جعله على مقربة من مدينة النهود الاستراتيجية.
وفي إقليم دارفور، كثف الطيران الحربي نشاطه حيث تم تعطيل مطار نيالا بشكل كامل، كما استهدفت الغارات الجوية مواقع تابعة للمليشيا في مدينتي نيالا والجنينة. ونتج عن هذه الضربات تدمير أسلحة وذخائر، بالإضافة إلى مقتل العشرات من عناصر المليشيا، بما في ذلك جندي لقي حتفه خوفاً جراء القصف الجوي. علاوة على ذلك، استهدف الجيش تجمعاً يضم مرتزقة كولومبيين متخصصين في تشغيل الطائرات المسيرة في منطقة “جقو جقو” شرق الفاشر. ويرى مراقبون أن تصاعد وتيرة الطلعات الجوية في نيالا والجنينة والفاشر يشير إلى استعداد الجيش لتنفيذ عملية برية واسعة النطاق في دارفور خلال الأيام القادمة.
أما في محور شمال النيل الأبيض، المحاذي لجنوب أم درمان، فقد تمكن الجيش اليوم الأحد من تدمير قافلة عسكرية تابعة للمليشيا في منطقة العلقة شمال النيل الأبيض، وأسفرت هذه العملية عن سقوط عدد كبير من القتلى والجرحى في صفوف قوات الجنجويد، من بينهم قيادي بارز.
بالتزامن مع ذلك، نفذ الجيش عملية سريعة في غرب أم درمان تمكن خلالها من تدمير اثنتي عشرة مركبة تابعة للمليشيا بكامل أفرادها، شملت عربة تشويش وراجمة صواريخ من نوع كاتيوشا، كما تم أسر واحد وعشرين عنصراً من الجنجويد، وقُتل العشرات.
وفي سياق متصل، فرض الجيش حصاراً محكماً على عناصر المليشيا المتواجدين في منطقة صالحة جنوبي أم درمان، وهي منطقة خالية من السكان، وقام بمنع وصول المياه إليهم، مما أدى إلى وفاة حوالي اثني عشر مرتزقاً نتيجة التسمم بعد تناولهم مياه غير صالحة للشرب.
ويرى مراقبون أن هذه التحركات العسكرية الأخيرة والمتزامنة للجيش في مختلف جبهات القتال تعكس بوضوح تصميم قيادة القوات المسلحة على إنهاء الحرب الحالية بالأسلوب الذي تراه مناسباً وفي أقرب وقت ممكن. ويشيرون إلى أن خطة فتح جميع الجبهات ستؤدي إلى إضعاف المليشيا بشكل كبير، حيث لن تتمكن من تعزيز قواتها، مما سيقودها إلى الانهيار، كما حدث سابقاً في الخرطوم وفي مناطق سنار والجزيرة.