
مدينة “بحري” تكابد لاستعادة الحياة وسط انعدام الخدمات
متابعات – النورس نيوز –رغم آثار الدمار الواسع، بدأت مدينة الخرطوم بحري تشهد مؤشرات خجولة على عودة الحياة، بعد أن أحكم الجيش سيطرته عليها في فبراير الماضي عقب معارك ضارية استمرت لأشهر.
وتغطي الحشائش المتسلقة واجهات المباني والمحال التجارية المهجورة، بينما تروي اللافتات المهشّمة قصة مدينة تناضل للعودة إلى الحياة، في ظل غياب الكهرباء والمياه وندرة الحركة.
وعند مدخل المدينة من جسر الحلفايا شمالًا، بدت الحياة شبه طبيعية نسبياً، فيما تغيب المظاهر المدنية تدريجياً جنوبًا، وصولًا إلى أحياء شمبات التي خلت تماماً من السكان، باستثناء مجموعات صغيرة من الشباب يعملون على حفر الأرض بحثًا عن مصادر للمياه.
ورصدت “سودان تربيون” أعمال تخريب وسرقة واسعة طالت كابلات الكهرباء، في وقتٍ لا تزال فيه عمليات استعادة التيار المائي والكهربائي جارية وفق مصادر فنية رسمية.
في الأثناء، استؤنفت بعض خطوط المواصلات العامة بشكل محدود، حيث تعمل الحافلات على خطوط أم درمان – صابرين، السوق المركزي – الخرطوم، والحاج يوسف، وتراوح سعر التذكرة بين 2000 إلى 3000 جنيه سوداني. ويضطر السائقون للحضور منذ ساعات الفجر الأولى لتسيير رحلة واحدة فقط يوميًا، نتيجة ضعف الحركة.
وتوقفت الحياة تماماً بعد الساعة الرابعة عصراً، وفقاً لإفادات عدد من السائقين وبائعات الشاي. وقالت فاطمة، وهي بائعة شاي بالمحطة الوسطى، إن دخلها اليومي يعتمد كلياً على السائقين، مشيرة إلى أن الدخل الحالي بالكاد يغطي الاحتياجات اليومية.
من جانبه، أفاد بائع العصائر محمد عبده بلال أن دخله لا يتجاوز 15 ألف جنيه يومياً، مقارنة بمداخيل مضاعفة في الأوقات الطبيعية. وأكد أن استعادة المياه والكهرباء كفيلة بإحياء المدينة من جديد، مشيراً إلى اتصالات متكررة من المواطنين للاستفسار عن موعد عودة الخدمات.
وفي تطور لافت، استأنف قسم شرطة مرور بحري نشاطه من داخل مبانيه قرب المحطة الوسطى، وبدأت عمليات تنظيف وصيانة تدريجية، استعداداً لاستئناف خدمات الترخيص، مع التركيز حالياً على استقبال بلاغات فقدان المركبات.
وتتواصل الجهود الشعبية والرسمية لإنعاش المدينة، في وقت يباع فيه جالون المياه سعة 20 لتراً بسعر 500 جنيه، وسط معاناة السكان في الحصول على المياه الصالحة للشرب.