اسامه عبد الماجد يكتب:*
“خالو وحبوبتو” !!
0 استوقفني حديث الرئيس البرهان، خلال مؤتمر الخدمة المدنية الأيام الماضية.. ليس تصريح (المجد للبندقية لا للساتك) فهذا معلوم بالضرورة ولا يستحق الاحتفاء كما ذهب البعض في هذا الاتجاة.. فاوهام اللساتك واحدة من الاسباب التي قادت الى حرب.. لكن استوقفنى حديثه عن فساد بعض الوزراء حول التعيينات.. حيث لم يتجاوز محطة الشكوى.
0 وذات حال نائبه مالك عقار.. وبصورة اسوأ وهو يتحدث عن شخص مقرب “للجماعة الفوق” ويصفه ب (الولد) – ولم يقل الرجل – وهو لا يعنيه في شخصه بل هى رسالة في بريد من يشكلون حماية له او من يستقوى بهم.. وقد سبق ان قال عضو السيادي المشرف حينها علي البنك المركزي ياسر العطا ان بنك السودان به جنجويد.
0 الشاهد ان لغة الحكومة هذة تنطوي على عبارات تهدد الأمن القومي.. الكل يتحدث عن وجود فساد في مفاصل الدولة.. وجميعهم بيده القلم.. وتكمن الخطورة ان نبرة الحديث لا تخلو من غمز ولمز.. الفوضى الماثلة الان هى السبب في الانحدار التنفيذي.. لاوجود لجهاز رقابي ولا عمل مؤسسي.. ولا عقل جمعي.
0 لكن حتى لايكونالَزير محل اتهام فان اي دستوري عنده (4) وظائف شخصية.. مدير المكتب، السكرتير، السائق والحرس الشخصي حسب اللائحة ويتم فصلهم مع نهاية خدمة الدستوري مباشرة.
0 منذ زمن لم اتابع في الاخبار اجتماع لمجلس السيادة يحمل اجندة واضحة ومرتبة.. او يناقش قضايا عاجلة وملحة.. وبالطبع لا اقصد سير العمليات الحربية وانما عليسبيل المثال الموسم الزراعي، انسياب الوقود، موقف الدواء، نشاط هيئة الموانئ، اداء الجمارك، العلاقات الخارجية الاطلاع على جولات الرئيس الخارجية، العون الانساني والصادر والوارد وغيرها من الملفات.
0 ولم اشاهد اجتماع لمدير المخابرات احمد مفضل مع الرئيس او تقديمه تنويرا لمجلس السيادة.. مع علمي ان الجهاز يضع كل يوم تقرير شامل على منضدة الرئيس.. ان مكاتب الدولة او ابوابها التي تعج بالسماسرة وآنسات يظفرن بتوقيع مسؤولين علي مستندات، واحدة من اسباب التدني في اداء الجهاز التنفيذي.
0 لا اتوقع ان يكون مؤتمر الخدمة المدنية خرج بتوصيات ذات قيمة، كما ان َوزير العمل بعيد كل البعد ولم نسمع له صوتا.. ولا حصره للعاملين بالدولة ولا اتخاذ اجراءات ضد من انضموا الى المليشيا.. ولا مراجعة المرتبات وكيفية صرفها.
0 حسنا.. ان المعالجة الحقيقة لكل هذة الاختلالات، اولا بالغاء اشراف اعضاء السيادي على الوزارات.. فتدخل بعضهم كان سافرا وخلق تشوهات ادارية.. وثانيا بمحاربة “البيروقراطية” في العمل (حكاية امشي وتعال).. اي مواطن له اجراء في مكاتب الدولة يتم تسليمه المطلوبات مكتوبة، (شاهدت لافتة ضخمة بمكاتب الغرفة التجارية الاتحادية ببورتسودان) تحوي مطلوبات اي معاملة).. كما يجب تحديد موعد استلام المستندات مثل الانضباط العالي لدى هيئه الجوازات والسجل المدني والتحية لرئيسها الفريق موسى شرة ومدير ادارة الجوازات اللواء عثمان دينكاوي.
0 ان القضاء علي “البيروقراطية” سيغلق ابواب الفساد من محاباة، واسطة ورشوة.. اذكر حضرت محاضرة رئيس وزراء ماليريا د. مهاتير محمد بالخرطوم التي زارها في 2014.. لم تتجاوز (14) دقيقة.. قال ان بلاده نجحت لسببين.. القضاء علي “البيروقراطية” والاهتمام بالتعليم التقني والتقاني باستلهام تجربتي كوريا واليابان.. ورد مهاتير ذلك الى ان الدولتين خرجتا من تحت ركام الحرب.
0 ان بلادنا تمر بمرحلة خطيرة.. ونشهد معركة وجودية.. لايمكن ان نكون في محطة “الكيد والحفر والضرب تحت الحزام”.. نريد من الجميع ان يسمو فوق الصغائر.. وان يبتعدوا عن تصفية الحسابات عبر اقلام رخيصة فالقارئ حصيف يميز كل مايكتب، ويقرأ بين السطور.. وان يتم فضح اصحاب “لايفات” مرتشين يرهبوا المسؤولين ورجال اعمال عبر حسناوات تجدهن حضورا في كل مناسبة وفي” قروبات واتساب” تجمع مسؤولين برموز المجتمع .. كما يجب محاربة “شلليات” تطوف مجالس بورتسودان وتزعم تقربها من الجنرالات.. والامانة العامة للسيادي.
0 ومهما يكن من امر لو صمتنا.. على رواية ” ود اختو وخالو وحبوبتو”.. سيصبح اي مسوول مثل الرئيس الاوغندي موسيفني الذي جاء بقرينته وزيرة للتعليم وبابنه قائدا للجيش وزوج كريمته مستشاراً رئاسياً.
* الجمعة 2 مايو 2025 osaamaaa440@gmail.com
