
كواليس إقالة وزير الخارجية.. أسرار الخلاف بين كباشي وعلي يوسف
متابعات _ النورس نيوز _ كشفت مصادر مطلعة أن إقالة وزير الخارجية السوداني السفير علي يوسف من منصبه لم تكن نتيجة قرار مفاجئ من القيادة، بل جاءت بناءً على طلب تقدم به الوزير نفسه. وأرجع يوسف قراره إلى صعوبة التعامل مع مجلس السيادة في ظل التباين الكبير في الرؤى داخل المجلس، وهو ما دفعه للاختيار بالابتعاد عن المنصب بعد أربعة أشهر فقط من تعيينه.
ووفقًا للمصادر، كان الخلاف الحاد بين وزير الخارجية وعضو مجلس السيادة الفريق أول ركن شمس الدين كباشي من أبرز الأسباب التي سرعت بطلب الإعفاء. إذ شهدت العلاقة بين الطرفين توترًا ملحوظًا خلال الأسابيع الماضية بسبب اختلاف وجهات النظر في إدارة السياسة الخارجية والتنسيق حول عدد من القضايا الإقليمية والدولية.
وفي أول تعليق له بعد قرار إقالته، عبّر السفير علي يوسف عن شكره العميق للقيادة السياسية، وعلى رأسها رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، على “الثقة الغالية” التي أُوليَت له لقيادة وزارة الخارجية خلال فترة وصفها بـ”الصعبة والمليئة بالتحديات”. وأضاف يوسف أنه تشرف بتولي الوزارة في ظل تحديات كبيرة، مؤكدًا أنه بذل جهده الكامل بالتعاون مع موظفي الوزارة الذين قدموا الدعم الكامل له.
وأشار يوسف إلى أنه يترجل عن منصبه وهو راضٍ عن ما قدمه من جهود من أجل بلاده، موضحًا أنه سيظل جنديًا مخلصًا للوطن. وتوجه بالشكر للزملاء في الحكومة ووسائل الإعلام والمجتمع المدني، مشيدًا بالقوات المسلحة السودانية والقوات المساندة التي “دحرت العدوان” وصنعت “فجر النصر”. كما دعا للسلام والاستقرار في السودان، متمنيًا أن يعم الأمن والاستقرار البلاد.
السفير علي يوسف تم تعيينه وزيرًا للخارجية في نوفمبر الماضي خلفًا للسفير حسين عوض، وشهدت فترته عددًا من التصريحات التي أثارت ردود فعل واسعة في الأوساط السياسية والإعلامية. وقد تميزت مسيرته الدبلوماسية الطويلة التي بدأت منذ عام 1973 بتقلده مناصب عديدة في وزارة الخارجية السودانية، منها في تونس، السعودية، اليمن، وكينيا، إلى جانب تمثيله السودان في الصين، الاتحاد الأوروبي، بلجيكا، وجنوب أفريقيا. كما شغل منصب مدير عام وكالة السودان للأنباء بين 1999 و2001، ومستشارًا لوالي الخرطوم في الفترة بين 2013 و2016.
بعد إقالته، تم تكليف وكيل وزارة الخارجية السفير حسين الأمين بتولي مهام وزير الخارجية مؤقتًا إلى حين تعيين وزير جديد، في انتظار الكشف عن المرشح المحتمل لهذا المنصب في الأيام القادمة.