السودان…قرار بحظر الإنترنت
متابعات _ النورس نيوز _ قررت السلطات السودانية، يوم الأحد 29 يونيو 2025، حجب خدمات الإنترنت في جميع أنحاء البلاد، وذلك في إجراء احترازي يتزامن مع انطلاقة امتحانات الشهادة السودانية للعام الدراسي 2024، والتي انطلقت بعد تأجيل استمر لأشهر بسبب الأوضاع الأمنية التي تمر بها البلاد. ووفقًا لما أُعلن، فإن الحجب سيستمر يوميًا خلال فترة الامتحانات من الساعة الثانية ظهرًا وحتى الخامسة مساءً، في خطوة تهدف للحد من أي محاولات غش إلكتروني وضمان نزاهة العملية الامتحانية.
ويأتي القرار في ظل أجواء من الترقب والاهتمام الواسع، حيث بلغ عدد الطلاب والطالبات الجالسين للامتحانات هذا العام 209,273 طالباً وطالبة موزعين على 2082 مركزًا داخل السودان و20 مركزًا خارجه، ما يعكس أهمية هذه الامتحانات وخصوصيتها، لا سيما في ظل الظروف الاستثنائية التي يعيشها السودان منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023.
وقد أكدت وزارة التربية والتعليم اكتمال كافة الاستعدادات لانطلاق الامتحانات في المراكز المعتمدة، مشيرة إلى أن الامتحانات ستُقام بشكل مكتمل في ثلاث ولايات رئيسية هي الخرطوم، الجزيرة، وسنار، وهي ولايات تمكن الجيش السوداني مؤخرًا من استعادة السيطرة عليها بعد فترة من التوتر الأمني.
وفي تعليقه على الحدث، وصف وكيل وزارة التربية والتعليم، أحمد خليفة، الامتحانات بأنها واحدة من “ممسكات الوحدة الوطنية”، لما تمثله من قيمة رمزية ومجتمعية في حياة ملايين الأسر السودانية، مشيرًا إلى أن قيامها تم بدعم كامل من مؤسسات الدولة، رغم التحديات الأمنية والخدمية القائمة في عدد من مناطق البلاد.
ويُعد حجب الإنترنت خلال فترات الامتحانات سلوكًا بات متكررًا في السودان خلال السنوات الأخيرة، إلا أنه يثير في كل مرة نقاشًا عامًا واسعًا حول مدى جدوى هذا الإجراء وتبعاته على الاقتصاد وقطاعات الخدمات والاتصالات، خاصة في ظل الاعتماد المتزايد على الإنترنت في الحياة اليومية.
وبينما رحّب بعض المواطنين بهذه الخطوة باعتبارها وسيلة لضمان النزاهة وتحقيق العدالة التعليمية، عبّر آخرون عن استيائهم من تأثير الحجب على الأعمال والخدمات المرتبطة بالإنترنت، خاصة في ظل الأزمات المتعددة التي تواجهها البلاد. ويترقب المواطنون انتهاء فترة الامتحانات في العاشر من يوليو المقبل، أملًا في عودة خدمة الإنترنت إلى طبيعتها الكاملة.
