فن وثقافة

شقيقش قولي يا مروح عبد الله الكاظم .. عظمة كردفان الشعرية

لو أنّ للأغنيات طعم في الحلق لما كنا صحونا صباحاً ألا وفي حلوقنا نكهة أغنياته ، معتقٌ ومتشرب لتراث بيئته وكلمات أهله التي تسربلت في دمه فصارت شعراً يُحكى وأغنيات تُروى في العالمين.

كتب : ايمن كمون

هو من مدينة بارا التي ولد فيها 1945 ونشأ وترعرع فيها اسمه في سجلات الحكومة (عبد الله جبريل عبد الله خالد) لكنه عُرف واشتُهر بين خلق الله ومحبي شعره المُغنى ب(عبد الله الكاظم).

بدأ التعليم بالخلوة ثم المدرسة الأولية ، ثم بخت الرضا حيث تخرج معلماً ، ثم اتجه للعسكرية حيث ارتدي زي الجيش السوداني وتزين يه لبقية عمره وذلك بعد التحاقه بالتوجيه المعنوي بسلاح الطيران، حيث كان مشرفاً على الموسيقى ، ووصل إلى رتبة المساعد.
يمكن القول أنّ الجمعية الأدبية في بخت الرضا شهدت بداية عبد الله الكاظم مع الفنون ، وكان أن عرض أول تجاربه الشعرية على الأستاذ عبد الرحيم الأمين المعروف بمساهماته الأدبية ، فأثنى عليه وشجعه على مواصلة كتابة الشعر ، بل زاد من تحفيزه بأن مدَّاه بالكتب وتابع نبوغه الشعري عن قرب.
بعد التخرج بحث عن دروب الانتشار ولم تستمر مسيرته في التعليم ، فترك الوظيفة بعد سنتين ورحل إلى العاصمة .
ويعد الأستاذ الشاعر الراحل عبد الله الكاظم واحداً من نجوم الأغنية الكردفانية الكبار ، وأحد المبدعين الذين وسموا ابداعهم بالنار على صدر التاريخ الغنائي السوداني، ويرى النقاد أنه كان له الفضل في الانتقال بالأغنية الكردفانية من محيطها الولائي والقبلي الضيق إلى فضاءات القومية الواسع.

عيني عليك باردة
حظ الغناء السوداني اوقعه في طريق الفنان إبراهيم موسى أبا، وكانت فاتحة المعرفة به  ، فغنى له أغنيتة الشهيرة والتي وجدت ىواجاً كبيراً آنذاك (عيني عليك باردة) ، وكان ذلك في عام 1969م ، ثم انفتحت الأبواب كلها له ، فغنى له عبد القادر سالم (آه الليموني) ، (بسامة) والتي تغنى بها الشارع السوداني واغرم بها ، والاغنية رقيفة المفردة (قدريشنا) و(نجوم الليل) ثم اصطاده صديق عباس فغنى من كلماته أغنية (اللالاية) وكانت بمثابة الغزو الجديد بصياغتها وبساطة مفرداتها وسلاسة لحنها وكذلك غنى له الاغنية سيدة النواح ووجع (الله يصبرك يا قلبي) والتي تلقفها العشاق ومنكسروا الخاطر من العشاق والحبيبات فكانت بكائية ذلك الوقت.
يمة الله من الريد
فيما غنَّت له زينب خليفة أغنية (يمة الله من الريد) ،  وخاض مع عبدالرحمن عبد الله طريق الطرب العالي (شقيش قول لي يا مروح) ووصف الحبيبة الجميلة (ست الفريق) .
الشاعر عبد الله الكاظم قدم لمكتبة الغناء السوداني الجميل والفريد من الغناؤ والمفردات المناطقية التي غزت اوربا مع عبد القادر سالم ، واسهم بحوالي المائتي أغنية فريدة.
لم تقف إسهامات عبد الله الكاظم  الابداعية عند الغناء ، بل قدم كمثقف إسهاماته  في التوثيق للحياة الأدبية والثقافية عن كردفان والسودان ككل , إذ ظلَّت كتاباته عن البرامكة وشعرهم ومجالسهم في كردفان إحدى محفزات الذاكرة الشعبية في الاحتفاظ بسيرة هذه الظواهر الأدبية ومدلولاتها.
كانت قصائد عبد الله الكاظم تنضح بصورة البيئة الكردفانية خاصةً شمال كردفان بكل قرويتها وبساطتها وجمالها.
غيَّب الموت الشاعر السوداني عبد الله الكاظم بعد معاناة مع المرض عن عمرِ ناهز ال 64 عاماً وشيع إلى مثواه الاخير سنة 2008م

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى