منوعات

ياخبر… بكتريا تلتهم البلاستيك الموجود في المستشفى!

متابعات – النورس نيوز

ياخبر… بكتريا تلتهم البلاستيك الموجود في المستشفى!

متابعات – النورس نيوز – تخيل نفسك في غرفة معقمة داخل مستشفى حديث، محاطًا بأجهزة دقيقة وخيوط جراحية وأنابيب بلاستيكية تساعد على إنقاذ الأرواح. الآن، تخيل أن كل هذه المعدات يمكن أن تتحول إلى وجبة شهية لميكروب قادر على التكيف والانتشار…

 

هذا السيناريو المقلق لم يعد خيالاً علمياً، بل حقيقة كشفها مؤخرًا باحثون في مجال العلوم الحيوية، بعدما اكتشفوا أن بكتيريا الزائفة الزنجارية (Pseudomonas aeruginosa)، وهي من أخطر الميكروبات المرتبطة بعدوى المستشفيات، قادرة على تحليل واستهلاك أنواع من البلاستيك المستخدم في المستشفيات كمصدر للغذاء والطاقة.

 

البيوفيلم: الحصن الحصين للبكتيريا

 

الأخطر من ذلك أن هذه البكتيريا لا تكتفي بتحليل البلاستيك، بل تستخدمه لتكوين طبقة “البيوفيلم”، وهي طبقة حيوية لزجة تلتف بها لحماية نفسها، مما يجعلها أكثر مقاومة للمضادات الحيوية وأشد صعوبة في الاستئصال، خاصة في غرف العمليات والعناية المركزة.

 

من الجرح إلى الجين: كيف فك الباحثون الشفرة؟

 

في تجربة معملية، قام الباحثون بعزل عينة من هذه البكتيريا من جرح مريض، ثم فحصوا جيناتها، فوجدوا إنزيمًا يدعى Pap1، يُعد المفتاح البيولوجي لقدرتها الفريدة على تفكيك البلاستيك. هذه الآلية سمحت للبكتيريا بالنمو والتكاثر في بيئة يُفترض أن تكون خالية من مصادر الغذاء.

 

تهديد متصاعد للمرضى والأطقم الطبية

 

تكمن الخطورة في أن هذه البكتيريا تستهدف أكثر الفئات ضعفًا: المرضى الذين يعتمدون على أجهزة التنفس الصناعي، أو من يحملون أنابيب وقسطرات داخلية. حيث تصبح هذه الأدوات بلاستيكية المنشأ، بيئة خصبة لبدء العدوى.

 

دعوة لتغيير قواعد اللعبة

 

توصي الدراسة بضرورة إعادة التفكير في نوعية المواد المستخدمة في تصنيع الأدوات الطبية، واقتراح استخدام بلاستيكات مطعّمة بمواد مضادة للميكروبات أو تطوير تركيبات جديدة تقاوم تحلل البكتيريا.

 

ختامًا: صراع مفتوح داخل أروقة المستشفيات

 

إن هذا الاكتشاف يسلط الضوء على صراع خفي داخل المؤسسات الصحية، ويؤكد الحاجة إلى وعي أكبر ومعايير سلامة أشد صرامة لمواجهة تطور الجراثيم المقاومة. فبينما يتطور الطب، تتطور أيضًا الميكروبات، ويبقى التحدي في تهيئة بيئة علاجية آمنة تقاوم هذه الكائنات المتطفلة.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى