
الخرطوم : النورس نيوز
مطار نيالا من المطارات الاستراتيجية الذي تم تطويره في عهد الإنقاذ. وكان الهدف منه استقبال طائرات ذات الحمولة الكبيرة لتخفيف العب على خطوط الامداد على ولايات الغرب عبر المواني أو السكك حديد . ورغم أن ولايات دارفور بها أكثر من مطار دولي مثل مطار الشهيد صبير في مدينة الجنينة بولاية غرب دارفور. ومطار الفاشر في شمال دارفور.
وهناك مقترح تطوير مطار في الضعين بولاية شرق دارفور الا انه لم يتم تنفيذه ليظل محبط فقط لبعض الطائرات.
ورغم كل تلك المطارات ظل مطار نيالا يبسط سيطرته على بقية الولايات الغربية حيث تستقبل طائرات مباشرة من الخارج إلى مدينة نيالا التي أصبحت مركزا تجاريا يغذي حتى دول الجوار ببعض البضائع التي تأتي من الخارج. تلك الأهمية اكتسبت المدينة والمطار أهمية جيوسياسية خلال الحرب التي اندلعت في 2023 حيث اتخذتها المليشيات المتمردة قاعدة عملياتية ولوجستية لإمداد قواتها في كل الاتجاهات.
وعلى الرغم من وجود مدينة الضعين والتي تعتبر حاضنة المليشيات الا انها تفتغر للبنيات التحتية التي تمكنها من الاعتماد عليها في خطوط الإمداد.
فشل انقلاب
وجود مطار نيالا كان خيارا سياسياً وعسكريا للمتمردين حينما فشلوا في الانقلاب على الحكومة المركزية في الخرطوم وبالتالي كان لابد من مدينة تحقق طموحاتهم في إدارة الحرب وتلبي غايتهم في فصل إقليم دارفور وتشكيل إدارة قائمة بذاتها في الإقليم تستقبل الدعم العسكري واللوجستي والسياسي.
ولذلك كانت نيالا منفذا للمتمردين في إطالة أمد الحرب وتحقيق اكبر قدر من المكاسب. إلى ذلك موقع مطار نيالا الجغرافي في حد ذاته يعتبر مهما حيث يبعد عن العاصمة الخرطوم بأكثر من 250 كيلو وهو أقرب للحدود مع دول مثل تشاد وجنوب السودان وافريقيا الوسطى بجانب ترتبط بالطرق مع ليبيا ولذلك استخدمت المليشيات المطار كنقطة للانطلاق والسيطرة على خطوط الإمداد التي ترتبط بالإقليم اولا وبقية ولايات السودان خاصة إذا علمنا أن نيالا ترتبط بالطرق مع ولايات شمال ووسط وشرق دارفور كذلك أقرب نقطة يمكن أن يصل منه اي دعم عبر الدول مثل أفريقيا الوسطى وتشاد وجنوب السودان.
المهم في ذلك أن مطار نيالا يعتبر أكبر مطار في المحيط الإقليمي الذي يرتبط مع السودان بحدود جغرافية سوى في تشاد أو الجنوب أو أفريقيا الوسطى اوحتي إثيوبيا.
لجهة أن المطارات الكبيرة في تلك الدول تبعد بكثير عن مناطق الأحداث في دارفور.
منظومة دفاعية
الاهتمام الكبير الذي توليه قيادة التمرد وداعميهم على راسها الإمارات بمطار نيالا دفعت لإرسال منظومات صاروخية مضادة للطيران لتحصينها من الهجمات التي تشنها القوات الجوية.
وأكدت تقارير إخبارية أن المليشيات تحصلت بالفعل على منظومة دفاع جوي تم نشرها على تخوم المطار وكشفت تلك التقارير عن تصور تبين أن هناك عملا يجري على أطراف المطار حيث يتم نشر تلك المنظومة من خلال حفر داخل الأرض وعمل ردميات لحماية تلك المنظومة من التدمير عبر طيران الجيش.
وأكد أن المنظومة باستطاعتها أن تشكل تهديدا للطيران الحربي.
ولكن في المقابل يمتلك الجيش أسلحة اثبتت فاعليتها في تدمير إعداد كبيرة من الطائرات المشحونة بالزخائر والعتاد الحربي للمليشيات وتدمير ممرات الطائرات والطائرات المسيرة.
وأدت هجمات الطيران الحربي إلى مقتل عدد كبير من المرتزقة الأجانب من بينهم إماراتيين خبراء في مجالات التشويش والاتصالات وتشغيل منظومات الطيران المسيرة. بالتالي الهزائم والخسائر الكبيرة التي منيت بها المليشيات جرا استهداف مطار نيالا جعلت الدولة الكفيلة الإمارات تزود المتمردين بأسلحة مضادة للطيران للحد من استهداف المطار تلك المنظومة أدت إلى إسقاط طائرة انتنوف تتبع للقوات الجوية. كذلك أدت إلى تخليص الرحلات العسكرية إلى المطار.
حقائق دامغة
تقارير كثيرة وحقائق دامغة تؤكد أن مطار أصبحت قاعدة لوجستية وممرا مهما للامداد من خلال استقبال طائرات أجنبية التي تنقل العتاد الحربي للمليشيات وان المطار يرتبط بمطارات أخرى كممرات لوصول الدعم العسكري للتمرد كما في النماذج التالية :
خلال الأسبوع الماضي تم رصد 4 رحلات جوية نفذتها طائرة شحن بوينغ تابعة لشركة (تيرا أفيا) المولدوفية، من مطاري الفجيرة والشارقة في دولة الإمارات إلى نجامينا، تشاد والتي يتم شحنها عبر خطوط إمداد إلى نيالا.
وكذلك ظل المطار يستقبل من وقت لاخر شحنات إمداد لوجستية للمتمردين تقوم بها طائرات مثل طائرة الشحن من طراز إيرباص A300B4-203(F) تابعة لشركة جيوان_إيروايز، ومقرها قيرغيزستان، (رقم التسجيل: EX-30002)، التي أقلعت من مطار بوساسو في بونتلاند متجهة إلى أبوظبي ومنها تنقل إلى مطار نيالا أو إلى مطار ام جرس أو مطارات على الحدود مع ليبيا ثن تنقل إلى الداخل عبر شاحنات.
ومن تتبع كان هناك ثلاث رحلات بواسطة طائرة بوينج 747-409 (BDSF) التابعة لشركة Terra Avia المولدوفية، المسجلة برقم ER-BAS، من مطاري الفجيرة إلى نجامينا، تشاد. ولعل من المهم أن نلفت الانتباه بان هيئة الطيران المدني في مولدوفا علقت عمل شركة Terra Avia AOC في عام 2019 لانتهاكها حظر الأسلحة المفروض على ليبيا من خلال نقل الأسلحة والقوات إلى الجيش الوطني الليبي. وتشير التقارير إلى رحلة مشبوهة لطائرة شحن من نوع Boeing 737-800(F) تابعة للخطوط الجوية الإثيوبية (رقم التسجيل: N837DM/ET-AWC**) من مطار أديس أبابا بول في إثيوبيا إلى نجمينا في تشاد.
كذلك أن دولة “افريقيا الوسط” فتحت خط إمداد عسكري إماراتي لمليشيا الدعم السريع عبر منطقتي “بيراو” و”ام دافوق” بولاية جنوب دارفور ،لادخال سيارات محملة بالوقود واليات العسكرية باعداد غير مسبوقة ومسيرات.
خطوات خطيرة
تمكنت المليشيات عبر كفيلها الإمارات في الحصول علي (الدروز) الصينية في دارفور.
وخلال رصد ومتابعة الدقيقة لتحركات القوات والمعدات في إقليم دارفور ، تمكن فريق دولي من الحصول على صور أقمار صناعية حصرية من مصدر موثوق في برنامج رصد حقوق الإنسان بجامعة ييل (@HRL_YaleSPH)، تكشف عن حقائق خطيرة تحدث على الأرض. حيث رصدت الأقمار الصناعية وجود ما لا يقل عن ست طائرات مسيرة صينية الصنع من طراز CH-95 متمركزة داخل مطار نيالا، بجنوب دارفور.
هذه الطائرات تم نقلها بعناية إلى ساحة الهبوط الشمالية وحافة المدرج، في محاولة تكتيكية لتجنب استهدافها من قبل القوات المسلحة السودانية. إلى جانب ذلك، شوهدت طائرة مسيرة أخرى من نفس الطراز (CH-95)، تم تقديمها عبر الإمارات العربية المتحدة، وهي الآن متمركزة قرب الحافة الشمالية للمدرج. وجاء في التحقيق أن اللافت أن بعض الحطام المنتشر على الساحة الشمالية يعود لطائرة مسيرة، يُرجح أنها تعرضت لقصف دقيق نفذته القوات الجوية.
إن ظهور طائرات مسيرة من منشأ صيني مع المليشيات مقدمة عبر الإمارات، يكشف بوضوح عن خط إمداد عسكري خفي، يهدف إلى إطالة أمد الحرب وإضعاف الدولة السودانية.
وتشير معلومات استخباراتية مؤكدة ت أن الإمارات تستخدم شركات نقل خاصة وواجهات مدنية لإرسال طائرات CH-95 إلى السودان، عبر دول وسيطة لتضليل الرصد الدولي.
وأكدت تلك المعلومات ان الطائرات المسيرة يتم تشغيلها تحت إشراف مستشارين عسكريين أجانب، بعضهم من جنسيات مختلفة، ما يضيف بعدًا دوليًا خطيرًا للأزمة. مبينا أن هذا الدعم النوعي يسعى لتمكين بعض الميليشيات من فرض أمر واقع على الأرض، عبر تنفيذ ضربات دقيقة، واستهداف منشآت عسكرية ومراكز سيطرة حيوية.
خارطة حرب
استخدمت الشرطة لمليشيات عقب هزيمتها في العمليات العسكرية وتحرير ولايات سنار والجزيرة والخرطوم استخدمت الطيران المسيرة بشكل مكثف في عمليات استهدفت المنشأة الخدمية والعسكرية في تطور وصف بالخطير لإطالة أمد الحرب.
تقارير كشفت حصول المليشيات على مسيرات استراتيجية تمكنها من قطع مسافات طويلة للوصول إلى أهدافها كما تحصلت على أنظمة تشويش لللادارات.
وقال خبراء أن تلك المسيرات يمكن إطلاقها من مناطق بعيدة لاستهداف المنشآت الخدمية.
وأشار خبراء إلى المسيرات التي استهدفت خزان مروي ومحطات توليد الكهرباء في الخزان ومحطات الكهربا في الولايات والمنشآت الحيوية والعسكرية.
ويرى المختص في الشؤون العسكرية أبوبكر ادم أن استخدام المسيرات الاستراتيجية ليس الهدف منه تحقيق نصر عسكري بقدر ماهو لهدف إطالة أمد الحرب وقال لموقع (النورس) المسيرات تستخدم لمهام الاستطلاع والهجوم والهجوم الانتحاري كما لديها قدرة لشل حركة القوات وتعطيل تحركاتهم كما لديها قدرة تدميرية كبيرة.
ولفت إلى أن المسيرات الاستراتيجية يمكنها قطع مسافات كبيرة للوصول لاهدافها مشيرا إلى استهداف المنشآت الخدمية في بعض الولايات تشكل تهديد مباشر لامن الدولة وتحول خطير في خارطة الحرب.
وأكد أن امتلاك المليشيات لهذا النوع من السلاح يمثل سابقة خطيرة وتحول نوعي في العمليات العسكرية رغم ذلك قال القوات المسلحة تمكنت من تحييد بعضها وخروجها نهائيا من الميدان ولفت إلى الضربة الأخيرة التي وجهها الطيران الحربي لمطار نيالا رغم التحصينات والمضادات وأنظمة التشويش التي تحصلت عليها المليشيات من الإمارات.
وراي الخبير الأمني أن المليشيات تحاول تخفيف الضغط العسكري عليها بعد خسارتها مناطق كثيرة باللجوء إلى استخدام المسيرات الاستراتيجية وضرب المنشآت الخدمية
وحدة تحكم
يؤكد الكاتب والصحفي أنيس منصور ان مطار نيالا الذي تديره قوات الدعم السريع في جنوب دارفور ، يوجد موقع يحتوي على ما لا يقل عن ثلاث وحدات تحكم أرضية للطائرات بدون طيار، ومحطة بيانات أرضية، ومخبأ تحت الأرض من المحتمل أن يستضيف مشغلي طائرات بدون طيار أجانب، وشاحنة مجهولة الهوية – ربما نظام حرب إلكترونية أو مرتبطة بأصول C4I للطائرات بدون طيار.
تقارير مسربة
الأمم المتحدة كشفت في وقت سابق عن خطوط إمداد الدعم السريع وتقرير مسرّب يثير تساؤلات حول الإمارات. وكشف التقرير الذي نشر في أبريل الماضي عن تفاصيل الخدمات اللوجستية المعقدة التي تدعم قوات الدعم السريع في السودان، بما في ذلك طرق إمداد عبر تشاد وليبيا وجسر جوي عبر نيالا.
واثارت وثيقة أممية اخرى تساؤلات جديدة حول الدور المزعوم لدولة الإمارات العربية المتحدة في الحرب بالسودان.
ويفيد تقرير لفريق خبراء الأمم المتحدة ينتظر نشره قريباً، – حصلت “سودان تربيون” على نسخته- أن التحقيقات ركزت على مطار أم جرس في تشاد في الفترة ما بين مايو وأكتوبر 2024. وحدد الفريق طرقاً برية من أم جرس إلى إقليم دارفور.
وأظهر التقرير أن هذه الطرق واجهت محاولات تعطيل من قوات متحالفة مع الجيش السوداني، الذي أطلق حملة “جبهة الصحراء” بدءاً من يونيو 2024 مستهدفاً مراكز إمداد قوات الدعم السريع. ورداً على ذلك.
يشير التقرير إلى أن الدعم السريع عدلت خططها عبر تطبيق اللامركزية في التخزين وإنشاء مركز قيادة لوجستي جديد في “بئر مرقي” بشمال دارفور، وُصف بأنه محور للإمدادات القادمة من شرق تشاد وجنوب ليبيا.
وذكر أسماء قادة، من بينهم عبد الله تجاني شقب، مكلفون بإدارة الخدمات اللوجستية عبر الحدود. كما فصّل تقرير الخبراء تغيير في حصول الدعم السريع على الدعم الخارجي
نقل امداد
ورصدت نحقيقات دولية أن الإمارات نقلت أسلحةً إلى مليشيات الدعم السريع تحت غطاء المساعدات الإنسانية. وتشير التقارير إلى أن طائرات شحن إماراتية نقلت أسلحةً إلى مطار أمجراس في تشاد، ثم نُقلت إلى المليشيات في السودان.
ويُزعم أن هذه العملية تضمنت تنسيقًا مع شبكات محلية لتسهيل نقل الإمدادات العسكرية.
ونقلت صحيفة واشنطن بوست ان : “الحرب الأهلية في السودان تغذيها شحنات أسلحة سرية من حلفاء أجانب”.
ونقلت شبكة رويترز الإخبارية بأن عشرات الطائرات الإماراتية تتجه إلى السودان .
وأكدت أن الأمم المتحدة تقول إنه يُزوّد المتمردين السودانيين بالأسلحة.
وكشف المندوب الدائم للسودان لدى الأمم المتحدة الحارث إدريس، عن وجود أدلّة مادية قاطعة تُؤكد تسليم الإمارات أسلحة مُتطوِّرة، خاصةً في مجال الطيران المُسيّر والمدفعية ومضادات الدروع، إلى مليشيا الدعـ م السريـ ع، مشيرا إلى استمرار خطوط الإمداد الجوية من جنوب ليبيا ونيالا وعبر بوصاص و إلى إنجمينا، والخطوط البرية عبر الكفرة.
وقال الحارث في رسالته التي اودعها لدي مجلس الأمن، إن
المندوب الدائم لدولة الإمارات بات سلوكه ومواقفه متماهية مع توجهات ومواقف مليشيا الدعـ م السريـ ع التي ترعاها بلاده.
عمليات مؤثرة
وكشف مسؤول عسكري لموقع (المدار) ان القوات المشتركة تنتشر مع الجيش في المثلث الحدودي مع ليبيا، وجزء من الشريط الحدودي مع تشاد، استطاعت خلال الفترة الأخيرة من تدمير إمداد عسكري لمليشيا الدعم السريع والسيطرة على أسلحة ومركبات قتالية جرى تخزينها في مستودعات بعضها تحت الأرض.ويقول المسؤول العسكري إن ما ساعدهم في تنفيذ عمليات مؤثرة لقطع خطوط إمداد المتمردين عبر الأراضي التشادية والليبية هي المعلومات الاستخبارية المؤثرة وطيران الاستطلاع الذي يراقب الحدود، موضحاً أن الإمداد لم يتوقف، ولكنه تراجع لذا لجأت مليشيا الدعم السريع وداعموها لاستخدام مطار نيالا ومهابط في ولاية شمال كرفان لنقل الأسلحة جوا