
أجهزة تشويش ومضادات طيران: كيف تؤمن الدعم السريع لمطار نيالا؟
متابعات – النورس نيوز – مع حلول فجر 21 سبتمبر، استفاق سكان حي مجوك شرق نيالا على صوت طائرة شحن تهبط في مطار المدينة، فدوّت صرخات النساء والأطفال ظنًا بأن الطيران الحربي عاد يقصف أحياء المدينة، كما اعتادوا في الأشهر الماضية. حسين، أحد السكان، يقول إنه “استلقى أرضًا بانتظار دويّ البراميل المتفجرة”، لكن ما حدث لاحقًا أربكه، إذ اختفى صوت الطائرة تدريجيًا، دون أن تُسمع مضادات الطيران المعهودة.
كان ذلك بداية مرحلة جديدة في مدينة نيالا، حيث أعادت قوات الدعم السريع تشغيل المطار وتحويله إلى مرفق استراتيجي لأغراض شحن، وتحركات دبلوماسية وعسكرية، وربما أنشطة غير مشروعة، بحسب تحقيق استقصائي أجرته “دارفور24” بالتعاون مع موقع “عاين”.
أكثر من 130 طائرة هبطت في المطار بين 21 سبتمبر و14 مارس، معظمها في أوقات متأخرة من الليل، تقضي بين ساعة وأربع ساعات على الأرض قبل الإقلاع مجددًا. مصدر في الملاحة الجوية قال إن طائرات الشحن الثقيلة من طراز “إليوشن” تستغرق وقتًا أطول لتفريغ حمولاتها، مما يلمح إلى زيادة الكميات المنقولة، وربما حساسية طبيعة الشحنات.
الغموض يحيط بما تحمله تلك الطائرات، مع حديث مصادر عن شحنات أسلحة وطائرات مسيرة، في ظل صمت الجيش السوداني. بينما تُستخدم المرافق الجوية أيضًا في تهريب الذهب من مناجم “سنقو” و”الردوم”، وإرسال وفود إلى الخارج، منها تلك التي حضرت توقيع الميثاق التأسيسي في نيروبي.
في يناير وفبراير، عاد بعض جنود الدعم السريع من السعودية عبر المطار، ممن شاركوا سابقًا في عمليات “عاصفة الحزم”.
الدعم السريع، بعد تأمينه للمطار عسكريًا وفنيًا، استجلب أجهزة تشويش متطورة ومضادات طيران جديدة، الأمر الذي أدى إلى انحراف قنابل الطيران الحربي نحو الأحياء المدنية مثل طيبة النيل والجمهورية.
ورغم الغارات الجوية التي دمّرت أبراج المراقبة والصالات، أعيد تشغيل المطار بسرعة، لتتوالى الرحلات الجوية وسط قلق سكان نيالا، ونزوح الآلاف خوفًا من القصف.
أفادت مصادر عسكرية بأن الطائرة الحربية التي أسقطت في 24 فبراير بحي المستقبل، كانت على الأرجح ضحية لمنظومة التشويش الجديدة.
في المقابل، تحوّل المطار إلى منطقة عسكرية محظورة، مع انتشار نقاط تفتيش وإنشاءات جديدة، فيما اختار “تحالف السودان التأسيسي” نيالا لتكون عاصمة للحكومة الموازية، والتي تخطط لشراء طائرات حربية تنطلق من هذا المطار تحديدًا، الذي يُعد حاليًا الوحيد العامل في إقليم دارفور.