الأخبار الرئيسية

جامعة ييل تكشف تفاصيل مروعة لهجوم على مخيم زمزم بالفاشر عبر صور الأقمار الصناعية

النورس نيوز

جامعة ييل تكشف تفاصيل مروعة لهجوم على مخيم زمزم بالفاشر عبر صور الأقمار الصناعية

الفاشر – دارفور _ النورس نيوز _  كشف مدير مختبر الأبحاث الإنسانية بجامعة ييل الأمريكية، البروفيسور ناثانيال ريموند، عن تفاصيل صادمة لما وصفه بأنه “دمار ممنهج” شهده مخيم زمزم بمدينة الفاشر في ولاية شمال دارفور، وذلك استناداً إلى بيانات موثقة تم جمعها من الأقمار الصناعية، بما في ذلك صور حرارية من وكالة الفضاء الأمريكية “ناسا”.

وفي حديثه لهيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي”، أوضح ريموند أن الهجوم الذي شنته قوات الدعم السريع على المخيم قد بدأ قبل منتصف أبريل الجاري، حيث رُصد نشاط حراري غير معتاد في المنطقة عبر أجهزة الاستشعار البيئي التابعة لناسا، مما دلّ على اندلاع حرائق واسعة.

وأضاف: “خلال عطلة نهاية الأسبوع التي بدأت في 13 أبريل، بدأنا نشاهد عبر الأقمار الصناعية صورًا عالية الدقة توضح دمارًا هائلًا طال منازل المدنيين ومرافق المساعدات الإنسانية داخل المخيم، وهو ما أكد أن المخيم قد تم استهدافه بشكل ممنهج.”

وما زاد من فداحة المشهد، بحسب ريموند، هو ما تم توثيقه لاحقًا من عمليات إعدام ميداني نفذتها مليشيا الدعم السريع، حيث أعدم تسعة من العاملين في منظمة ريفيوجيز إنترناشونال، وقد تم تصوير بعض تلك الانتهاكات.

وأشار ريموند إلى أن صور الأقمار الصناعية التي التقطت في 17 أبريل أظهرت وجود أكثر من ألف نازح يتحركون سيرًا على الأقدام أو باستخدام عربات تقليدية، بينما لم تظهر سوى 26 سيارة في المشهد، ما يعكس حجم النزوح والمعاناة.

ومن بين التقارير الميدانية التي يجري التحقق منها حاليًا، أوضح البروفيسور ريموند أن هناك معلومات تفيد باختطاف ما لا يقل عن 58 امرأة وفتاة خلال الساعات الأولى من الهجوم. وأعرب عن مخاوف جدية من أن يكون هؤلاء الضحايا قد تعرضن للاستعباد أو العنف الجنسي المنظم، مشبهًا ما يحدث هناك بما كانت تمارسه جماعات متطرفة كـ”بوكو حرام” و”داعش”.

وتابع قائلاً: “هذا النمط من العنف المرتبط بالنزاع هو جزء من مأساة أوسع تعيشها دارفور منذ سنوات، وما يزيد القلق هو غياب أي ضغط دولي حقيقي لإيقاف هذا التدهور.”

وفي تطور ميداني لافت، أكد ريموند أن الأقمار الصناعية رصدت تزايدًا في أعداد المركبات العسكرية التابعة للدعم السريع داخل المخيم من 200 إلى 400 عربة من نوع “تويوتا هايلوكس”، وهو ما يعادل قوة عسكرية نظامية بحجم لواء كامل، يتراوح قوامه بين 2000 إلى 3000 مقاتل، معظمهم مدججون بالسلاح.

كما أشار إلى وجود مؤشرات قوية على تحرك القوات من عدة محاور نحو مقر الفرقة السادسة بالجيش السوداني في مدينة الفاشر، وهي آخر النقاط العسكرية للجيش النظامي في الإقليم، في وقت تُظهر فيه الصور أضرارًا جديدة داخل المدينة نفسها.

واختتم حديثه بالقول: “الطوق يضيق حول الفاشر، والدعم السريع يواصل التقدم دون أي رادع دولي، في تكرار مأساوي لما شهدته المنطقة قبل أكثر من عقدين.”

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى