“السودان يتعاون مع الأمم المتحدة في ملفات حساسة”
متابعات _ النورس نيوز _ في خطوة محورية تؤكد التزام السودان بالمواثيق الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان، عقد الفريق (م) ياسين إبراهيم ياسين، وزير الدفاع السوداني، اليوم اجتماعًا بالغ الأهمية في مكتبه في بورتسودان مع السيدة براميلا باتن، الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة المعنية بالعنف الجنسي أثناء النزاعات. جاء اللقاء في إطار زيارة رسمية للمبعوثة الأممية إلى السودان، والتي تتزامن مع توقيع إطار تعاون بين حكومة السودان والأمم المتحدة، وهي خطوة محورية نحو معالجة ملف العنف الجنسي المرتبط بالنزاعات، الذي أدرج السودان بسببها ضمن القائمة السوداء منذ عام 2015.
وفي بداية اللقاء، شددت السيدة براميلا باتن على أهمية التعاون المشترك لتسريع خروج السودان من هذه القائمة السوداء، وأكدت أن الأمم المتحدة تدعم التحول السياسي والمؤسسي في السودان، الذي يمكن أن يصبح نموذجًا يحتذى به في المنطقة إذا تم تنفيذه بفعالية وشفافية.
من جانبه، أكد وزير الدفاع السوداني التزام القوات المسلحة التام بإطار التعاون الجديد، موضحًا أن القوات المسلحة السودانية ستعمل على تنفيذ إجراءات فعالة لحماية النساء والفتيات من كافة أشكال العنف الجنسي في مناطق النزاع، وذلك بدعم من الأمم المتحدة والهيئات الشريكة. وأكد أن هذا التعاون يعد جزءًا من جهود الحكومة الانتقالية لتعزيز دور السودان في المنظمات الدولية وتحسين صورته على الصعيد الخارجي فيما يتعلق بحقوق الإنسان والعدالة الانتقالية.
كما تطرق اللقاء إلى الورشة التمهيدية التي عقدت في نوفمبر 2024 حول التزامات القوات المسلحة السودانية بالقانون الدولي الإنساني، حيث أكد الفريق ياسين أن السودان ملتزم بالكامل بكافة المواثيق الدولية التي تجرّم العنف ضد المرأة، مشيرًا إلى أن القوات المسلحة السودانية تحرص على احترام حقوق الإنسان سواء في زمن السلم أو أثناء النزاعات المسلحة.
وأشار وزير الدفاع إلى أن القيم المستمدة من تعاليم الدين الإسلامي وثقافة المجتمع السوداني، التي ترفض الظلم وتُعلي من شأن المرأة، قد أثرت في تطوير قوانين القوات المسلحة لتتوافق مع الالتزامات الدولية الخاصة بحقوق الإنسان. كما أضاف أن القوات المسلحة الآن تمتلك لوائح واضحة لتحديد قواعد التعامل مع المدنيين، والتي تحظر أي تجاوزات قد تمس كرامة الإنسان خلال العمليات العسكرية.
تستمر زيارة السيدة براميلا باتن للخرطوم في إطار لقاءات مكثفة مع كبار المسؤولين والقيادات العسكرية والسياسية، حيث ستقوم بتقييم شامل للخطوات التي اتخذها السودان مؤخرًا في هذا الملف الحساس، ومتابعة مدى جاهزيته للانتقال إلى مرحلة جديدة تُبعده عن قوائم الإدانة الدولية، وتفتح أمامه أبواب الدعم والتعاون الكامل من الأمم المتحدة.
وتعد هذه الزيارة جزءًا من خطة أممية لدعم الدول الخارجة من النزاعات، عبر بناء آليات حماية شاملة لحقوق المرأة، وتعزيز قدرة الدول على التعامل مع ملفات العنف الجنسي بمهنية وشفافية وعدالة.
