
جنجوييد الدولة والبنوك..
بقلم – طارق عثمان
قال مساعد القائد العام في خطاب مشهود العام الماضي أن هناك جنجوييد داخل أجهزة الدولة وفي بنك السودان وفي البنوك، فهم حسب قوله يكبلون الدولة، ما قاله الفريق العطا حينها كان معقولا سيما وأن الجنجويد كانوا جزءا من إدارة الدولة، ولكن من غير المعقول أن يظل الوضع كما هو بعد أن بات الجنجوييد خطرا يهدد وجود الدولة، وتمضي تصريحات العطا (ساي) دون أن تكون هناك مراجعات دقيقة ودون توقيف من يكبل الدولة داخل مؤسساتها المعلقة على عاتقها حقوق الناس المغلوب على أمرهم، الذين لم يسلموا من انتهاكات جنجوييد حمييدتي، ولم ينجوا من شفشفة جنجوييد الدولة.
ما دعاني لتذكر تصريحات العطا التي مرت مرور الكرام بالرغم من أنه يمثل أحد أركان إدارة الدولة ما يعانيه الموظفين والمعلمين والأطباء على بوابات البنوك وضياع ساعات من يومهم في سبيل الحصول على جنيهات معدودة من مرتباتهم واستحقاقاتهم، التى أودعت (لكناتين)، ليس لديها المقدرة ولا الكفاءة المالية والتقنية لسداد تلك المستحقات بشكل يحفظ كرامة هؤلاء.
زيارة لبنك الادخار بولاية القضارف كفيلة بأن تكشف للزائر كمية المهانة والاذلال التي يتعرض لها المعلمين والأطباء والموظفين، في سبيل الحصول على ٢٠ ألف جنيه من مرتباتهم، وكم من الساعات يهدرونها تحت هجير الشمس، أو مكتظين يتصببون عرقا داخل صالون البنك الضيق، وكم من ساعات تضيع وخدمات تعطل في دواوين الحكومة لغياب الموظفين في طوابير البنوك من أجل صرف مستحقاتهم بالقطاعي.
وتظل الأسئلة والاستفهامات عالقة دون أن تجد الإجابة لا من قبل إدارة بنك الادخار ولا من قبل المؤسسات الحكومية التي أودعت حقوق الناس لبنك لا يمتلك رصيدا من المال ولا الأخلاق، للإيفاء بحقوق هؤلاء المساكين بما يحفظ ماء وجوههم وما يوفر طاقاتهم المتهالكة، وكأنما هنالك نية مبيتة لتكبيل مؤسسات الدولة كجزء من الحرب التي التهمت أخضر البلاد ويابسها، أم أن هناك صفقة ما بين تلك المؤسسات بإيداع حقوق العاملين لدى بعض البنوك لنفخ الروح فيها بعد موات، فمثلا بنك الادخار الذي أجبرت المؤسسات العاملين بفتح حساباتهم فيه دون غيره وأودعت فيه مستحقاتهم يفتقر لأبسط مقومات العمل المصرفي فهو لا يزال يعمل بشكله التقليدي ولا يمتلك تطبيق بنكي فاعل يمكن العملاء من الاستفادة من أموالهم، بالإضافة إلى إدارته التي لا تدرك خطورة تصرفاتها وتجاهلها لحقوق الناس دون معالجة.
أما حكومة الولاية وواليها فدعوها في نومها، علها تستيقظ على دوي الانفجار العظيم الذي سيحدثه غضب هؤلاء البسطاء..
اخيرا يا سعادة الجنرال ياسر العطا نعلم عظم ما تقومون به في إدارة المعركة العسكرية ضد جنجوييد حميدتي، ولكن لا تنسوا جنجوييد البنوك..