
رعاية الطفولة العالمية تفاجئ الجزيرة بدفعة جديدة لدعم التحصين
متابعات _ النورس نيوز _؛في خطوة وصفها مراقبون بأنها تعكس التزاماً دولياً واضحاً تجاه دعم الأطفال في السودان رغم ظروف الحرب والدمار، دشنت ولاية الجزيرة صباح اليوم تسلُّمها للدفعة الأولى من 31 ثلاجة تعمل بالطاقة الشمسية، مقدمة من منظمة رعاية الطفولة العالمية، لتعزيز قدرات إدارة التحصين الموسع بالولاية، وسط إشادة رسمية وشعبية بالخطوة النوعية.
وأعرب والي ولاية الجزيرة، الأستاذ الطاهر إبراهيم الخير، خلال فعالية التدشين، عن بالغ امتنانه للدور الذي تقوم به إدارة التحصين في ظل ما وصفه بـ”الظروف الاستثنائية”، مؤكداً أن شعار “رغم الحاصل.. لازم نواصل” أصبح واقعاً معاشاً في ميدان الصحة، وأن حكومة الولاية تدعم بقوة كل مبادرة تصب في مصلحة الطفل وخدمات الصحة الأساسية، مشيراً إلى أن هذه الدفعة من الثلاجات ستسهم في تيسير برامج التحصين بالولاية، خاصة في المناطق التي تعاني من شح الكهرباء أو انعدامها.
من جانبه، أوضح الدكتور أسامة عبد الرحمن، المدير العام لوزارة الصحة بالولاية، أن التحديات التي تواجهها الوزارة حالياً لا تنفصل عن الواقع الأمني المتدهور الذي تسببت فيه مليشيا أسرة دقلو – على حد وصفه – من خلال أعمال الدمار والنهب التي طالت مرافق صحية عديدة. لكنه أكد في ذات الوقت أن الوزارة ماضية في تنفيذ برامج التحصين باعتبارها العمود الفقري لتعزيز صحة المجتمع، لافتاً إلى أن هذه الثلاجات ستحدث نقلة نوعية في منظومة حفظ اللقاحات، وستحل مشكلة التخزين البارد التي واجهت فرق التحصين خلال الأشهر الماضية.
وفي ذات السياق، أعلن الأستاذ أحمد يوسف، مدير منظمة رعاية الطفولة العالمية، عن نقل رئاسة القطاع الأوسط للمنظمة إلى ولاية الجزيرة، في مؤشر على تصاعد أهمية الولاية ضمن أولويات المنظمة. وأكد يوسف أن رعاية الطفولة ستواصل دعمها الكامل لبرامج التحصين وتوسيع نطاق الخدمات الصحية للأطفال، مشيراً إلى التزام المنظمة بتقديم المزيد من الدعم اللوجستي والتقني لضمان وصول اللقاحات لكل طفل في الجزيرة، مهما كانت التحديات.
يُذكر أن هذه المبادرة تأتي في وقت بالغ الحساسية يشهده السودان، مع تعطل كثير من الخدمات الصحية جراء النزاع المسلح الدائر منذ أكثر من عام، وقد شكلت ولاية الجزيرة ملاذاً للآلاف من النازحين من العاصمة والولايات الأخرى، ما زاد الضغط على بنيتها التحتية الصحية. وتشير تقارير طبية إلى أن تعزيز خدمات التحصين، خاصة في المناطق الريفية، بات ضرورة عاجلة لتفادي تفشي الأمراض السارية وسط الأطفال.
ويتوقع أن تسهم هذه الثلاجات الشمسية في تعزيز قدرة الولاية على حفظ اللقاحات في ظروف مناخية قاسية ومع غياب الكهرباء، في ظل استمرار تدهور البنية التحتية، وهو ما يُعد إنجازاً نوعياً يُحسب لمنظمة رعاية الطفولة العالمية ويضع نموذجاً يمكن تكراره في ولايات أخرى تعاني من نفس الإشكالات.