اقتصاد

تحقيق استقصائي: “سوداني” تنتصر و”زين” في مأزق تقني معقد بالخرطوم

متابعات _ النورس نيوز

تحقيق استقصائي: “سوداني” تنتصر و”زين” في مأزق تقني معقد بالخرطوم

متابعات _ النورس نيوز _ شهدت ولاية الخرطوم خلال الساعات الماضية انقطاعًا واسعًا ومفاجئًا في خدمات شركة “زين” للاتصالات، مما أثار حالة من التذمر وسط المستخدمين، ودفع الكثيرين للتساؤل حول الأسباب الحقيقية وراء هذه الأزمة، ومدى جهوزية شركات الاتصالات في السودان لمواجهة الطوارئ الفنية والتقنية.

 

 

وتشير المعلومات التي حصلت عليها “النورس نيوز” إلى أن الأزمة بدأت إثر تعرض خط الضغط العالي الكهربائي القادم من ولاية نهر النيل إلى قطع في الشعيرات الناقلة، وهو ما تسبب في توقف الخدمة بشكل شبه كلي عن العاصمة، حيث تعتمد شركة “زين” بشكل أساسي على هذا الخط لتشغيل شبكتها في الخرطوم.

 

 

المثير في الأمر أن هذا الخلل الفني لا يقع ضمن مسؤوليات شركة “زين” بشكل مباشر، بل يتبع لشركة الكهرباء التي تمتلك البنية التحتية الخاصة بالخطوط الناقلة للطاقة، وهو ما أدى إلى تضارب في وتيرة الإصلاح، حيث لوحظ تأخر واضح في استكمال المعالجات، نتيجة تعقيدات تشغيلية وفنية وصفها مختصون بأنها “غير متوقعة وصعبة التدارك على المدى القصير”.

 

 

 

وفي المقابل، برزت شركة “سوداني” كمثال فني ناجح في إدارة الأزمات، إذ تمكنت من تجاوز المشكلة بفضل امتلاكها لمسار فايبر أرضي احتياطي، يُستخدم خصيصًا في مثل هذه الحالات الطارئة، وهو ما مكّن الشبكة من العمل دون أي تأثر يُذكر، في حين لجأت “زين” إلى حل مؤقت يتمثل في دمج تقنية “ستارلينك” عبر عملية ربط مع الراوترات والكور المركزي الخاص بها، بهدف إنقاذ الموقف وتقليل أثر الانقطاع.

 

 

 

ورغم نجاح “زين” في استعادة جزء من الخدمة، إلا أن الأداء لا يزال ضعيفًا، إذ تعاني الشبكة من بطء في نقل البيانات وضعف في التغطية، ما ينعكس سلبًا على تجربة المستخدمين، ويدفعهم للبحث عن بدائل أكثر استقرارًا. ويبدو أن عودة الخدمة بشكل كامل مرهونة بإصلاح الخط الكهربائي الرئيسي، والذي لا توجد مؤشرات قريبة على معالجته التامة.

 

 

التحقيق يخلص إلى أن شركة “سوداني” كسبت الرهان عبر خطط طوارئ محكمة وبنية تحتية أكثر مرونة، في حين كشفت الأزمة هشاشة أنظمة الدعم الفني لدى “زين”، وافتقارها لخطط بديلة فعالة. ويبقى السؤال الذي يفرض نفسه: هل ستكون هذه الحادثة نقطة تحول في خارطة المنافسة بين شركات الاتصالات في السودان؟ أم أن “زين” ستنجح في احتواء الأزمة سريعًا؟ الأيام القادمة وحدها ستكشف الإجابة.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى