التشكيلي الدكتور راشد دياب يكتب عن تجربته الفنية :أعمالي هي ذاتي ولا أؤمن بالأسلوب الغربي لنمط الفنان !!

متابعات ـــ النورس نيوز
تتباين مصادر الإلهام لدى الفنان على حسب التطور الإبداعي في مراحل الحياة والمتغيرات من حوله و الأثر البيئي والجغرافي وما يحيط به من علاقات علي مستوي الاسره والمجتمع ونظام الدوله تؤثر إلي حد كبير في منطلقاته الفكريه وتكوين شخصيته الفنيه سأتحدث الآن حول ثلاث مراحل اساسيه في تكوين مصادر إلهامي قد تتداخل مع بعضها في تحولات عميقة نحو آفاق متعدده
المرحله الأولى قبل إدراكي لوجودي بدأت أتحسس الأشياء من حولي فشعرت بقربها وبعدها وصلتها الحميمه ورغبتي في أن أكون و أهب الأشياء من حولي وجودا مغايراً كانت محاوله للخروج من حاله السكينه والثبات وتغيير المسلمات في مجتمعي الأسري والمديني خرجت من أسره تقليديه سودانيه كحال الاسرآن ذاك ، لم تكن لهم اهتمامات ومعرفه وصله بالفنون التشكيليه، لما كانت تفتقر إليه المدينه من مناخ يعنى بالتشكيل ،بدأت رسوماتي تحفل بموضوعات كانت هي مصادر إلهامي مثل الأعياد، والاحتفالات وحلقات الذكر الصوفي ،ووجوه الناس وتحورات الزمن، ولكن كان النيل مورد إلهامي الأول كنت اذهب إلى النيل أقف مشدوها أمام عظمته فنيلي لم يكن ازرقا كما علموني كان يحمل كل الألوان ذهبياً عند الشروق، فضياً لحظة الغروب وبنياً وسط النهار باندفاعاته القويه، كنت أتأمله كمصدر للعطاء والخلود متمنياً أن أكون مثله لأوهب ملكة الخلود للعمل الفني، متجاوزاً بثقه وتحدي كل ماكان يمكن أن يحد ويسيطر علىه ،استمراريه حياتي الفنيه. فمصادر الإلهام في رأي ليست فقط لحظات الإلهام الفجائية المتجرده، بل هي حصيله من العوامل المشتركه التي تحفز على إخراج العمل الفني كأراده وفكرة . بدأت أفكر في كيفية تفكيري في عملي وشقفت بالقراءه في كتب التاريخ والفلسفه وعلم النفس وكل ماتقع عليه عيني، متجاوزاً رهق التعليم الأكاديمي الذي لم يكن يتناسب لما أتوق عليه من معرفه وتدريب في مجالي، في تلك الفتره كان جل همي المعرفه الفنيه وصولا لقناعات لماانتج من عمل بحثا عن مفاهيم استقي منها القدره علي اكتشاف ذاتي، وما تحويه من معاني مقصوده في ذاتها، لان اللوحه ليست مجرد إنتاج حرفي فقط لعمل جميل، بل تعبير عن قلق وجودي بين شطح الخيال والقدره على التعبير من خلال تجويد التقنيات لإنتاج العمل التشكيلي، ظل ارق هذه المرحله ملازمًا لي أثناء مراحل دراستي بكلية الفنون الجميله بالخرطوم وتعلمي للفلسفه كعلم وتحضيري للدكتوراه في فلسفة الفنون السودانيه باحثًا من خلال تلك الفلسفه في عقلي الواعي عن ملابسات وسائط الالهام في عملي الفني ووجودي كفنان محترف . لايمكنني الزعم في المرحله التي أعيشها الآن أنني توصلت إلي حقائق حاسمه وأكيده لحقيقة منابع الالهام كل ما أستطيع قوله إن أعمالي هي ذاتي هي أنا أسلوبي في العمل التشكيلي هو انا لا أؤمن بالأسلوب الغربي لنمط الفنان، عند مواجهتي عند بدايه كل لوحه تتزاحم على ذاكرتي ألوان النيل وجوه الناس مساحات الصحراء النساء المتلاشيات في الفضاء البعيد إيقاع الفنون الافريفيه بسطوعها ورموزها وتجليات الصوفيه في وجدها وتثنيات الحروف العربيه كلهاعناصرتشكل مصادر إلهامي التي تأتي من مناطق بعيده في التاريخ والزمن الامتناهي في الحاضر والخلود لما اكتشفه في عملي من ذاتي كان هو الدهشه